| 2 comments ]

 الفاشل الذي نجح في كل شيء

في كل مساء.. أجلس جلستي المعتادة أمام جهاز الكمبيوتر في غرفتي النائية.. أجلس، ولكن لا أفعل شيئاً.. لا أكتب.. لا أشاهد فيلم، ولا أتحدث مع أحد.. فقط أجلس، وأفكر.. ماذا فعلت.. هل حققت شيئاً.. هل أصبحت شيئاً؟؟؟.. أفكر قليلاً؛ لأجد أنني لم أحرز أي أهداف.. 1 للباقين، وصفر لي.. ماذا فعلت يا مصطفى اليماني.. لم تصبح نجماً مشهوراً بعد، ولم تحصل على المال اللازم لتحيا حياة كريمة بعد، ولم تحصل على الفتاة التي تتمنى أن تحصل عليها؛ لتحيل حياتك من اللون الأسود، إلى اللون الوردي.. ماذا فعلت يا مصطفى اليماني؟.. تكتب؟.. نعم، ولكن صدقني لن تصبح ذلك الكاتب المشهور الذي تتهافت عليه ردود القرّاء، وابتسامات المعجبين.. كيف أعرف؟.. أعرف وحسب.. أنصت لي، ولا تقاطعني أيها الفاشل اللعين.. لن تحصل على فتاة، ولن تصبح مشهوراً، ولن تحصل على المال اللازم؛ لتحيا تلك الحياة الكريمة التي تبحث عنها.. أنت فاشل.. فاشل، ولن تحقق أي شيء.
***
في كل مساء.. أجلس جلستي المعتادة أمام جهاز الكمبيوتر في غرفتي النائية.. أجلس، ولكن لا أفعل شيئاً.. لا أكتب.. لا أشاهد فيلم، ولا أتحدث مع أحد.. فقط أجلس، وأفكر.. ماذا فعلت.. هل حققت شيئاً.. هل أصبحت شيئاً؟؟؟.. أفكر قليلاً؛ لأجد أنني أحرزت عدّة أشياء لا بأس بها.. صحيح أنني لم أحصل على المال اللازم بعد؛ لتوفير تلك الحياة الكريمة التي أحلم بها، ولكني أعتقد أنه ليس ببعيد.. سيأتي حتماً يوماً ما.. الشهرة؟.. أعتقد أنني حصلت على بعضها أيضاً، ليست تلك الشهرة الواسعة النطاق، ولكنها تلك الشهرة الصغيرة، البسطية.. تلك التي تشعر أنها تشبه فتاة صغيرة تمسك يدك بيدها الرقيقة.. أما بالنسبة للفتاة، فلا أعرف.. لا أعرف إن كانت ستأتي أم لا.. أنت فقط تنتظر.. وأنا معك، ثم هل مللت صحبتي؟.. صدقني أنت جيد.. جيد، ولن يستطيع أحد إقناعك بالعكس.. ألآن اترك تلك الشفرة الصدئة السخيفة، وافتح صفحة جديدة، واكتب.. أكتب عن ذلك الفاشل، الذي نجح في كل شيء.. أكتب عن الذي ظن الناس أنه سيجلس يوماً ما أمام أحد الجوامع؛ ليطلب الصدقة من المارة.. أكتب عنه عندما يحصل على المال، والشهرة، والفتاة، وكل شيء.. أكتب.. لا تتوقف.




مصطفى اليماني

6/ 11/ 2010


التعليقات : 2

غير معرف

عثرت على مدونتك بالصدفة... وفوجئت بشخص له ذات تكويني النفسي، وليس البدنى.. وأثق أنك ستفهم الدعابة.

أحببت لغتك وكتاباتك ، ولك أن تعرف أن هذا إنجاز مهم جدًا، بل شديد الاهمية، أنه حتى أهم من حفرية دينوصور جديد.. لماذا؟ لست لأني ديكارت أو فرويد وقد أعجب بك.. ولكن لأني أكثر الأشخاص مقتًا للمدونات والقرأة على الإنترنت.. وأنت نجحت في كسر القاعدة

"إنجازاتي؟.. حقيقةً لا أعرف، وبالتأكيد، أنت أيضاً لا تعرف، ما الذي يمكن أن يحققة شخص مثلي.. حسناً، هُناك عِبارة، دائماً أُرددها، هي: "أستمتع بالأشياء الصغيرة"

وأنا أفعل بها قدر الإمكان، لذلك كُل وجبة ساخنة، هي مفاجأة بالنسبة لي، وكل فيلم جيد"

من أنا.. ينادوني بـ نادر أسامه، أكبر منك بعدة سنوات.. 26 سنه، سيناريست ومخرج.. تذكرني يا ياماني بما كنته منذ 5 او 6 سنوات.. أرجوا ان تنجز اكثر مني في حياتك.. ولا تفقد تلك الحماسة أبدًا..

والأهم.. الا تفقد الطفل بداخلك

مصطفى اليماني

@غير معرف
أكيد فهمت الدعابة، لاتقلق..

وشيء يسعدني جداً؛ إني أساهم في كسر الحاجز بينك وبين المدونات.. المدونات ليست سيئه، كما قد يبدو للبعض، هي -بالنسبة لي- مجرد مكان أفرغ فيه روحي، وأكشف عقلي؛ ليظهر عارياً أمام الناس. أشعر أنني مع كل حرف أكتبه هنا، أتطهر.. عندما أكتب عن آلامي أتخلص منها، وعندما أكتب عن مخاوفي تتبدد.

سعيد حقاً، وأسعد دائماً، كلما أعرف أنني لفتت انتباه أحد الأشخاص. إن شبكة الإنترنت مليئه حقاً، مليئه أكثر من اللازم، بحيث يصعب أن تلفت نظر أحدهم، حتى لو كتبت مالم يُكتب.. يجب أن تكون أحد المشاهير؛ لتفعل.. لذلك أحسب أن تعليقك هذا، نصر جديد لي.. أن تلفت نظر أحدهم، وبالصدفة، يتضح أن هذا الشخص (سيناريست ومخرج).. ياللروعة..

صديقي الغالي والحبيب (نادر):

أريد أن أعتذر على ردي هذا؛ الذي جاء متأخراً جداً.. للأسف أنا أواجه حالياً إحدى حالاتي التي لا أستطيع معها كتابة أي شيء، وغالباً لا أقرأ أيضاً.. كأن ثعباناً غرز نابيه في ساعدي؛ ليتضح أنه أصابني بسم؛ يُدخلني في حالة من الثبات، إلى أن يأذن الله.. وكالعادة لا أعرف كيف أشكرك على تعليقك، الكفيل بإثارة نشاط صخرة، فتتفجر من داخلها المياه. كيف تشكر أحداً، اقتطع من وقته؛ ليخبرك أنه "يقدر ماتكتبه"؟.. لا أعرف، حقاً لا أعرف، وفي النهاية لا أجد سوى كلمة (شكراً)، لكن ثق أنها تحوي داخلها الكثير من الإمتنان..

واطمئن.. لا زال الطفل بداخلي، يصرخ؛ كي لا أقيده بالداخل، وحماستي تشتعل وتخبو، كما كانت دوماً.. اليوم أنت تريد أن تحكم العالَم، وغداً، أنت لا تريد سوى أن تبقى مكانك مثل شجرة عجوز..

حسناً.. أتمنى أن أظل عند حسن ظنك بي، وألا أخذلك يوماً، فتدخل مدونتي؛ لتجد ذلك الفاشل، الذي فقد كل شيء..

أتمنى لك أيضاً النجاح في عملك -السيناريو والإخراج.. لطالما تمنيت اقتحام عالم كتابة السيناريو الإخراج، وعالم السينما.. تمنيت أن أشارك في صنع ذلك الشيء الذي أحبه، وأذوب عشقاً فيه، كلما أنجب طفلاً جديداً، جميلاً.. من يعلم؟ ربما أرى قصة من قصصي على الشاشة يوماً ما!.

آسف على الإطاله.. يبدو أنها إحدى لحظات (الإفراغ)، وللأسف (جت فيك ياعم نادر)..

تحياتي لك.

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.