بعيداً عن الخطأ الإملائي- ماسونية إيه بس؟!. |
بعد ما الثورة انتهت، أو بعد التنحي يعني؛ لإن ثورتنا منتهتش، ظهرت، أو انتشرت حاجة اسمها (القوائم السوداء) تضم كل الفنانين المعادين للثورة والثوار، وطبعاً كانوا بيعادوا الثورة، بالتنطيط في برامج التوك شو، والتفنن في ابتكار الإتهامات والشتائم وقِلّة الأدب، أظن كلنا فاكرين الفنان الكوميدي (طلعت زكريا) وتشكيلة الإتهامات الغريبة اللي جمعها مع بعضها كدة في حِزمة واحدة، وكان بيرجّعها كلها في أي برنامج يظهر فيه، وأتذكر برضة (حسن يوسف) الشيخ حسن، وهو أول مصري يبتكر إشاعة (الكنتاكي) المفروض يدخل موسوعة جينيس طبعاً، وأتذكر برضة (سماح أنور) و: "معنديش مشكلة تولّعوا فيهم كلهم"..
كل دة احنا أكيد فاكرينه.. المشكلة أنه بعد التنحي، وانتصار الشعب المصري على الديكتاتور الكبير (مبارك)، كل الفنانين دول رجعوا يتنططوا تاني في برامج التوك شو وما شابه؛ عشان يحسنوا صورتهم أمام الناس اللي بيسترزقوا عن طريقهم، طبعاً الفنان ملوش غير الجمهور اللي بيأكّلُه عيش، رجعوا طبعاً بينكروا كل اللي قالوه قبل كدة، ولما كان مذيع يقول لواحد فيهم: "بس اللقاء موجود"، ويعرض له اللقاء اللي قال فيه كلامه، يروح رادد عليه الفنان: "لأ، انا مكنتش اقصد كدة"، المهم بقى اللي جي: وكانت الكلمة اللي كلهم بيرددوها: "أمال ثورة إيه بقى، وحرية رأي إيه اللي بتنادوا بيها؟"، كلهم بلا استثناء -سبحان الله- كانوا بيرددوا الجمله دي بالنَص "حرية الرأي"، قعدت افكر: "تؤ، طيب هي حرية الرأي بتتضمن الشتيمة، والإتهامات الكاذبه، و الإبداع في قِلّة الأدب؟".. أكيد لأ، طيب لمّا واحد يتهمني ويتهم بنات بلدي ويقول "دة التحرير فيه دعارة وجنس ومهرجانات وشواذ، و.." إلى آخره، ينفع؟.. وهل الكلام ده يُحسب ضمن (حرية الرأي) أكيد لأ؛ إذن من حقي إني أضم الفنانين دول لقائمة سوداء فعلاً؛ لإنهم شتموني وشتموا ولاد وبنات بلدي، واتهمونا بالباطل وبدون أدله، ومن حقي إني أسخر منهم واحد واحد، ومنساش كلامهم أبداً.. دة حتى محدش فيهم فكر يعتذر!..
نفس الموضوع بالنسبة لمتظاهري العباسية.. دول ناس مصريين، اختاروا مكان؛ عشان يتظاهروا فيه، ويعبروا عن نفسهم.. جميل، لكن انت نازل تقول إيه؟.. الله، أنت نازل تأيد المجلس العسكري والشرطة يا راجل؟.. أنت بتأيد اللي قتلوا مواطنين مصريين زيي وزيك، كانوا بيدافعوا عن مكان التظاهر الخاص بهم؟.. هتكلمني عن خراب البلد، والبلطجية اللي في التحرير، والأيادي والصوابع الخارجية، وعجلة الإنتاج، والمجلس العسكري دة زي بابانا، هقول لك لأ، مش هتناقش مع عقل زي عقلك دة، أنت بتحاول تبرر (القتل) بأي كلام فارغ، مفيش عليه دليل واحد، (مزاجك) هو اللي بيحركك، مش الحقيقة اللي باينه أمام عينيك..
نفس الكلام بينطبق على متظاهري العباسية اللي بيقولوا "دي حرية رأي"، والناس الحلوين اللي عاوزين يبقوا مثاليين أوي وبرضة بيقولوا "هم أحرار"، جميل أحرار، لكن لمّا الموضوع يكون انهم نازلين عشان يقولوا "شكراً"، للي قتلوا وسحلوا شباب مصريين، ورموا جثثهم في الزبالة، يبقى لأ.. دة انا أسخر منك، واقعد اشتم عليك من هنا للصبح.. آه الشتيمه وحشه صحيح في كل الأحوال، لكن مين قال اني بني آدم مثالي للدرجة دي؟.. أنا لمّا بضايق بشتم، وبسخر من اللي بيسخر من آلامي وآلام الناس اللي ماتوا عشان احنا نعيش..
للأسف مظاهرة العباسية عبارة عن (شتيمة كبيرة) لكل شهيد وكل جريح، وكل واحد فقد عينه عشان مصر تشوف، ومقدرش اتعامل معاها؛ على إنها مظاهرة وحرية رأي..
وأنا عشان مؤدب مش هشتم، لكني واثق ان غيري بيشتم عليا.
تويتر- وائل عبد الفتاح |
التعليقات : 0
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.