أعلم أنني سأظل أولاً، وقبلك دائماً |
كلام رائع وجدته على فيس بوك، يمثل -في عدة نقاط- مانريد من السلفيين والإخوان أن يفعلوه بعد فوزهم في الإنتخابات. أرى أن الكلام لا يعيبه أي شيء، لكن مع ذلك هناك من يعارضه، بقوله: "وحش لأن إذا صلح حال الناس صلحت دنياهم وأعزهم الله ونصرهم ورفع عنهم البلاء"، وهذا لأنني كتبت في تعليق، بعد وضع الكلام في Stat Us "وحش الكلام دة؟".. ويتضح أن هذا الكلام سيء؛ لأنه يوجه رسالة للسلفيين والإخوان، رسالة مضمونها وملخصها (أنقذوا مصر من البلاء، ثم اهتموا بعد ذلك بتلك التي لا ترتدي الحجاب، وذلك الذي لايطلق لحيته)، أهذا سيء بربكم؟!.. حسناً، لنقرأه معاً، ونتمعن فيه جيداً؛ ولنرى كم هو سيء:
وإلى هنا ينتهي الكلام، وأكرر أنني لم أكتبه، ولا أعرف كاتبه، لكنني أشكر كاتبه بشدة، وأتمنى أن أعرفه؛ لأشكره جيداً. لماذا قد يبدو هذا سيئاً بالنسبة للبعض؟.. نحن لا نقول لكم اهجروا دينكم -المهجور بالفعل- لكن أن تهجر المشكلات القائمة في مصر منذ 30 عاماً؛ لتهتم بالجنس في السينما، والمايوهات على الشواطئ، والحشيش داخل لفافات التبغ؟.. أعذرني، لكني لا أعتقد أن الله سوف يرضى عنك عندما تفعل ذلك..
الأمر يشبه: عندما ترى شخص مصاب بأزمة قلبيه، وفي نفس الوقت تسمع الأذان، هل ستتركه وتذهب للصلاة؟.. ألن يحاسبك الله على تلك النفس التي تركتها تموت؟.. أستفرح بثواب الصلاة، عندما تعرف أنك تسببت في موت شخص؟.. أفهمت ما أعني؟ مصر تمثل هذا الشخص المصاب بأزمة قلبية، والسلفيين والإخوان يمثلون هذا الشخص؛ الذي يسمع الأذان، وهو نفس الشخص الذي يملك أن يمد يد العون لمصر، في وقت تحتاج فيه لكل مساعدة ممكنه.. أستتركون مصر تموت، وتذهبون للصلاة؟.. قبل أن تمنع الخمر ياسيدي، اعطِ الفقير لقمة يسد بها جوعه، واعلم أنك في الوقت الذي تعمل فيه على منع الخمور، يموت هذا الفقير، واعلم أنك كنت تملك أن تساعده، ولكنك لم تفعل.. أعلم أيضاً أن الله سيحاسبك على موت الفقير، ووقتها لن ينفعك ثواب منع الخمور.
وفي النهاية أقول: تريد مني الصلاة؟.. حسناً، أطعمني؛ لأستطيع الوقوف، وأمن لي طريقي؛ لأستطيع الخروج.. بعدها يمكنك أن (تنصحني) بفعل الصواب، ولا أريد أن أسمع منك أي شيء، قبل أن تفعل كل ذلك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
5 ديسمبر، 2011
التعليقات : 0
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.