عن الخوف من جنسك ذاته
في المرة السابقة تحدثنا عن الخوف، وأننا إذا دققنا النظر قليلاً فيما حولنا، سنجد الخوف في كل شيء.. الخوف من عبور الطريق، ومن حلاقة اللحية، وحتى الخوف من عصا المُدرّس، ولكن ماذا عن الخوف من الناس؟.. أن يخاف البشر من البشر.. الخوف من نوعك ذاته.. قد يبدو غريباً هذا الأمر من الوهلة الأولى، ولكن دعونا نتحدث عنه قليلاً.. لِما لا؟.
عندما كُنت صغيراً.. كُنت أخاف كثيراً من والدي.. أخاف من ارتكاب أي خطأ، حتى لا أنال العِقاب.. من الغريب أن تخاف من الشخص الذي من المفترض أنه يحميك، ولكن هذا ما كان يحدث.. كثيراً ما كُنت أتلقى العقاب؛ بسبب تحطيمي لزجاجة مياه، أو عدم إغلاقي لباب الثلاجة، أو حتى لأسباب دائماً ما كُنت أرى أنها ليست بالأسباب الكافيه، لتعرضني للضرب. أنا الآن شاب ناضج، وقد قلَّ خوفي، أو بإمكاننا القول أنه انعدم بالفعل، لماذا؟.. لا أعرف، هو حتى لو ضربني وأنا في هذا السن، لن أستطيع فعل شيء بالتأكيد.. ربما لأنه يرى أنني قد أصبحت كبيراً على هذا، أم أن السنين أنهكته؟!.
ربما كان هذا الخوف طبيعياً، وكثيراً منا تعرض له، ولكن هناك ما هو أشد رعباً في الشقه المُجاورة لشقتنا.. شقة عمي.. المخيف في هذه الشقة هي ابنة عمي ذاتها.. غريب.. أعلم، ولكن استمعوا للنهاية.. منذ صغرها، وهي تقول أنها ترى أشياء.. إناس مقطوعي الرؤوس، أجسادهم غارقة بالدماء.. أحياناً كانت ترى أسوأ من هذا بالفعل.. كانت تصرخ عند سماع أذان الفجر، ولم تكن تطيق الجلوس في شقتهم في هذا الوقت، ما كان يجعل عمي مضطراً لمغادرة الشقة والجلوس بها في الشارع، إلى أن تهدأ.. هي الآن شابه، مخطوبة لشاب أمقته بالفعل! -ليس موضوعنا.. كانوا قد نسوا الموضوع، مع اختفاء الأعراض الغريبه، ولكنه عاد ليحتل مكاناً في ذاكرتهم من جديد، عندما استيقظت -ابنة عمي- ويداها غارقتان بالدماء.. مرة أخرى حدث ان استيقظت وعلى جسدها الكثير من الجروح، كأن أحدهُم كان يجلدها طوال الليل.. كالعادة وفي مثل هذه الظروف ترى شيوخاً يدخلون، وآخرين يخرجون، والكثير من مواعيد الذهاب للطبيب؛ لنعرف أنها ممسوسة من الجن.. 7 تحديداً، والأسواء أنهم يهود وخُرس.. لا يتكلمون.. ما أريد قوله من كل هذا هو أنني صرت أخاف دخول شقتهم.. أخاف حتى من السؤال عليها؛ عندما أعلم أنها مريضة.. هذا خوف آخر من جنسك ذاته كما ترون.
أما هذا الخوف، فأنا شخصياً أعتقد أنه لا يوجد أحد في مصر لم يصاب به.. لا، ليس الخوف من الفقر، فنحن فيه منذ زمن كما تعلمون، ثم أنه ليس رجلاً.. الخوف من الشرطة!.. نعم، أنا شخصياً أخاف عندما يمر بجانبي عسكري قصير واهن.. أعرف أشخاصاً بالفعل تم أخذهم في (الميكروباص إياه)، ولم يسمع عنهم أحد لفترة طويلة.. لن أطيل الحديث عن هذا الخوف؛ لأننا بطبيعة الحال نعرف عنه الكثير.. هذا أيضاً خوف من أشخاص، من المفترض أن عليهم حمايتك لا ترويعك وإخافتك.
وماذا عن الخوف من المُدرّس؟.. ذلك المُربّي الفاضل الذي من المفترض أن تحبه وتحترمه؛ حتى تستطيع استيعاب الدرس منه، وماذا أيضاً عن الخوف من زُملاء الدراسة؛ لمجرد أنهم أوغاد، ولن يتركوك في حالك أبداً؛ إلاّ إذا لكمت هذا، وصفعت هذا على قفاه، وأصبحت مثلهم.. وقتها فقط سيهابونك.. أعتقد أن هذا الجزء يخصني قليلاً!.
حسناً.. هل هذا كل شيء؟.. بالطبع لا، مازال هناك الكثير، والكثير، ولكنني -فقط- لا أريد أن أطيل عليكم..
في المرة القادمة ربما أحدثكم عن أخي، وما يراه، وما كان يحدث له.
إلى اللقاء.
عندما كُنت صغيراً.. كُنت أخاف كثيراً من والدي.. أخاف من ارتكاب أي خطأ، حتى لا أنال العِقاب.. من الغريب أن تخاف من الشخص الذي من المفترض أنه يحميك، ولكن هذا ما كان يحدث.. كثيراً ما كُنت أتلقى العقاب؛ بسبب تحطيمي لزجاجة مياه، أو عدم إغلاقي لباب الثلاجة، أو حتى لأسباب دائماً ما كُنت أرى أنها ليست بالأسباب الكافيه، لتعرضني للضرب. أنا الآن شاب ناضج، وقد قلَّ خوفي، أو بإمكاننا القول أنه انعدم بالفعل، لماذا؟.. لا أعرف، هو حتى لو ضربني وأنا في هذا السن، لن أستطيع فعل شيء بالتأكيد.. ربما لأنه يرى أنني قد أصبحت كبيراً على هذا، أم أن السنين أنهكته؟!.
ربما كان هذا الخوف طبيعياً، وكثيراً منا تعرض له، ولكن هناك ما هو أشد رعباً في الشقه المُجاورة لشقتنا.. شقة عمي.. المخيف في هذه الشقة هي ابنة عمي ذاتها.. غريب.. أعلم، ولكن استمعوا للنهاية.. منذ صغرها، وهي تقول أنها ترى أشياء.. إناس مقطوعي الرؤوس، أجسادهم غارقة بالدماء.. أحياناً كانت ترى أسوأ من هذا بالفعل.. كانت تصرخ عند سماع أذان الفجر، ولم تكن تطيق الجلوس في شقتهم في هذا الوقت، ما كان يجعل عمي مضطراً لمغادرة الشقة والجلوس بها في الشارع، إلى أن تهدأ.. هي الآن شابه، مخطوبة لشاب أمقته بالفعل! -ليس موضوعنا.. كانوا قد نسوا الموضوع، مع اختفاء الأعراض الغريبه، ولكنه عاد ليحتل مكاناً في ذاكرتهم من جديد، عندما استيقظت -ابنة عمي- ويداها غارقتان بالدماء.. مرة أخرى حدث ان استيقظت وعلى جسدها الكثير من الجروح، كأن أحدهُم كان يجلدها طوال الليل.. كالعادة وفي مثل هذه الظروف ترى شيوخاً يدخلون، وآخرين يخرجون، والكثير من مواعيد الذهاب للطبيب؛ لنعرف أنها ممسوسة من الجن.. 7 تحديداً، والأسواء أنهم يهود وخُرس.. لا يتكلمون.. ما أريد قوله من كل هذا هو أنني صرت أخاف دخول شقتهم.. أخاف حتى من السؤال عليها؛ عندما أعلم أنها مريضة.. هذا خوف آخر من جنسك ذاته كما ترون.
أما هذا الخوف، فأنا شخصياً أعتقد أنه لا يوجد أحد في مصر لم يصاب به.. لا، ليس الخوف من الفقر، فنحن فيه منذ زمن كما تعلمون، ثم أنه ليس رجلاً.. الخوف من الشرطة!.. نعم، أنا شخصياً أخاف عندما يمر بجانبي عسكري قصير واهن.. أعرف أشخاصاً بالفعل تم أخذهم في (الميكروباص إياه)، ولم يسمع عنهم أحد لفترة طويلة.. لن أطيل الحديث عن هذا الخوف؛ لأننا بطبيعة الحال نعرف عنه الكثير.. هذا أيضاً خوف من أشخاص، من المفترض أن عليهم حمايتك لا ترويعك وإخافتك.
وماذا عن الخوف من المُدرّس؟.. ذلك المُربّي الفاضل الذي من المفترض أن تحبه وتحترمه؛ حتى تستطيع استيعاب الدرس منه، وماذا أيضاً عن الخوف من زُملاء الدراسة؛ لمجرد أنهم أوغاد، ولن يتركوك في حالك أبداً؛ إلاّ إذا لكمت هذا، وصفعت هذا على قفاه، وأصبحت مثلهم.. وقتها فقط سيهابونك.. أعتقد أن هذا الجزء يخصني قليلاً!.
حسناً.. هل هذا كل شيء؟.. بالطبع لا، مازال هناك الكثير، والكثير، ولكنني -فقط- لا أريد أن أطيل عليكم..
في المرة القادمة ربما أحدثكم عن أخي، وما يراه، وما كان يحدث له.
إلى اللقاء.
مصطفى اليماني
4/10/2010
التعليقات : 0
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.