| 0 comments ]

 مدونتي العزيزة
1- من أنا. 
 


لا أدرى لما لم أتحدث معكِ من قبل.. هل هو الإكتفاء الذاتي بالبشر والأصدقاء من حولي؟.. بالتأكيد لا.. طوال عمري كنت أعاني نقصاً -أو انعداماً إن شئنا الدقة- في الأصدقاء، وطوال عمري كنت أهرب من الناس؛ كأنهم طاعون، أو مرض مُميت.. حسناً، ربما جاء الوقت لنتحدث سوياً، ويفرغ كلٍ منا ما في صدره -بالنسبه لكِ ستفرغين ما في صفحاتك على ما أعتقد-.. من أين أبدأ؟.. أنت تعرفينني.. (مصطفى مجدي اليماني) الذي يصر على اقتطاع اسم والده من المنتصف ليصبح (مصطفى اليماني).. لماذا؟.. أنت تكثرين من التساؤل يا عزيزتي، ولكن لا بأس.. في الواقع لا أعرف تحديداً لماذا.. هل لأنني أكرهه لهذه الدرجة التي تجعلني أنفي أنتمائي له عبر نزع اسمه من أسمي؟.. أم أن وقع ورنين (مصطفى اليماني) راق لي؛ لذا فعلت ذلك؟.. ربما.. أردت أن يكون مثل (سعد الدالي)، أو(لطفي الجنايني).. لا أعرف تحديداً كما قلت لكِ.. المهم أنني أعشق أن ينادني الناس بـ (مصطفى اليماني).. أنا بدين قليلاً، ولكِ أن تتخيلي كم تسبب لي تلك البدانة من مشاكل.. أتردد كثيراً قبل أن أذهب لمحل الملابس؛ لئلا أصطدم بالبائع يقول لي: "معندناش المقاس دة".. لطالما شبّهت بائعي الملابس بالأطباء الذين يتحدثون أمام المرضى عن مرضهم، ويقولون أمامهم أنهم لن يعيشوا أكثر من ذلك، وأن أيامهم أصبحت معدودة في الحياة.. البائع أيضاً كذلك.. يصدمني بأن مقاسي لم يعد متوفراً لديهم؛ وأن علي أما أن أبحث كثيراً حتى أحصل على مقاسي المناسب، أو أعود للمنزل وأكتفي بارتداء الملابس القديمة.. بالمناسبه ما زال والدي يأتي معي كلما أردت -أو كلما أراد هو- أن يجلب لي ملابس جديدة.. لطالما عانيت من سخرية بائعي الملابس، وهم ينظرون لي بتهكم.. أكاد أسمعهم يقولون: "صغير دة عشان يجيب أبوه معا"؟، ولكني أتحاشى نظراتهم بقدر الإمكان.. هل ذكرت لكِ أنني أمتلك شعر طويل، وناعم؟!.. أعرف أنك لا تهتمين بشعري، أو لحيتي، ولكنني أردت قول أن شعري الناعم هو الشيء الوحيد الذي ما زلت أحتفظ به سليماً كما هو، وليس كجسدي الذي ترهل مثلاً.. أنا الأن طالب في إحدى المعاهد.. أعاني كالعادة من التواجد وسط الجموع، والتواجد وسط الفتيات.. دائماً ما أرتجف، ودائماً ما أحاول افتعال أن كل شيء بخير في وجود الفتيات.. أعاني منذ زمن من عدم معرفة التعامل مع الجنس الآخر كما يُطلق عليهم، وهذا هو بالتأكيد سبب عدم دخولي في أية علاقة عاطفيه حتى الأن، ولا حتى علاقة فاشله، وربما بسبب هذا أشعر أنني لست كباقي الشباب.. شاب بدين، خجول، ويقرأ!.. تصوري؟.. شاب يقرأ، والأدهى من هذا أنه يكتب أيضاً.. الكثيرون اعتبروني غريب الأطوار أو مجنون؛ بسبب قرائتي وكتابتي..


مدونتي العزيزة

لا أعرف لماذا قررت الحديث معكِ في هذه اللحظة بالذات.. هل هو الشعور بالوِحدة؟.. أعتقد لا؛ فأنا وحيد دائماً.. حسناً لنفترض أنني أتحدث وحسب.. بالمناسبه.. هل ذكرت لكِ أنني لم أستطيع قيادة دراجة يوماً؟.. يبدو هذا غريباً، ولكن كل محاولاتي -القليلة- لقيادة دراجة باءت بالفشل، وربما هذا يعود لوالدي الذي لم يعلمني قيادتها مثل باقي الآباء.. هو فقط اكتفى بحبسي في المنزل بحِجة أنه (بيخاف عليا)، وأنه(مش عاوزني أصاحب العيال الوِحشة).. ربما بسبب هذا أيضاً نشأت بلا أصدقاء..

حسناً.. أعتقد أنني كسبت صديقاً جديداً اليوم.. أتمنى ألا تملّي مني يا مدونتي.. سأتركِك الآن، ولكني أعتقد أني سآتي كثيراً بعد ذلك، فما زال هناك الكثير ليقال -على ما أعتقد-..




سلام يا مدونتي.


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.