| 2 comments ]

 عندما ظهر مصاص الدماء في حي السيدة عائشة!

مقال جديد، مقال جديد، مقال جديد.. هذا هو ماتردد في ذهني، وأنا أفكر.. أريد أن أكتب مقالاً، ولكن عقلي لا يحوي حالياً فكرة تصلح، كمقال جديد.. هذا غير أنني لم أكتب الكثير من المقالات أيضاً، مما يعني أنني غير متمرس في كتابتها، ولكن من قال أن الجديد سيء دائماً؟.. لقد صادفت كثيراً أشخاص يكتبون لأول مرة، ولكن كتاباتهم كانت على درجة عالية من الإبداع.. هكذا أعود للتفكير ثانيةً.. مقال جديد، مقال جديد، مقال جديد.. كنت بالصدفة أطالع قصة (شرطي المكتبة) لـ (ستيفن كينج)، ومن ترجمة د.أحمد خالد توفيق.. لم أقرأها بعد، ولكنني قرأت ذلك التمهيد الذي كتبه (كينج) في بداية القصة؛ لنعرف من أين أتت فكرتها.. إن الرجل عبقري بحق، ويأتي بأفكار قمةً في الغرابة.. ولكن ما الذي يجعلنا نختلف عنه، أو عنهم -الغرب؟.. أيملكون خيالاً أكثر مما لدينا؟.. لا أعتقد، فالخيال ليس له مقدار، ولا تتفاوت درجاته من شعب لآخر.. أتعلمون؟.. أعتقد أن الأختلاف يكمن في أن الغرب صنع أساطيرة الخاصة، وتمسك بها.. بينما العرب لديهم الكثير من الأساطير، ولكنهم -للأسف- أهملوها وأصبحت من المُخلفات.. ما الذي يجعلنا نبحث عن الفكرة من الخارج، بينما لدينا الكثير والكثير من الأفكار في الداخل.. لدينا وحوشنا، وعفاريتنا، وأشباحنا!.. ربما حدث هذا بسبب ثقافتنا الخاصة بأدب الرعب.. ظلت خلفيتنا عن أدب الرعب عبارة عن مصاصي الدماء، والمذءوبين، والموتى الأحياء؛ نتيجة للأفلام الكثيرة التي التهمناها، ونلتهمها بشراهة كل يوم.. هكذا عرفنا الكثير عن مصاص الدماء، وطرق قتله، وطرق إحياءه، وكيف ينام، وكيف يأكل، ولكننا لم نعرف أي شيء عن الغول مثلاً، أو السعلاه..

هذا لا يمنع نستخدم التيمات الغربية -أنا شخصياً أستخدمها، ولكن مع وجود الكثير من تيماتنا المحلية، تجد نفسك مجبراً على استخدامها؛ لأنها تيماتنا!.. 
مثلاً، في مسابقة منتدى التكية الأدبي لقصص الرعب والفانتازيا والخيال العلمي ذوي التيمات المحلية.. لم أستطع تفويت فرصة هكذه بالطبع.. كان شرط المسابقة هو: أن تكون القصص المُقدمة ذات تيمات محلية؛ بمعنى تيمات عربية، أو مصرية.. هكذا فكرت قليلاً، وكتبت قصتي.. أعتقد أنها قصة جيدة، خاصة أنها كانت من ضمن القصص الفائزة في المسابقة!.. 

نأتي لنقطة أخرى، وهي إثارة خوف القارئ.. قارئ الرعب، يقرأ قصص الرعب؛ ليخاف!.. هذا أكيد، ولكنك لا تتوقع أن يخاف عندما يقرأ عن مصاص الدماء الذي يمتص دماء ضحاياه ليلاً.. لماذا؟.. لأن مصاص الدماء بعيد عن الثقافة العربية.. هناك عبارة رددتها مراراً قديماً، وأعتقد أن وقت استخدامها قد جاء:

"أكثر الحكايات المُخيفة، والتي تبعث الرعب في نفوسنا.. تلك التي نعرف أنها حدثت جوارنا"

أي أنني إذا سمعت عن منزل اللورد الإنجليزي، والذي تحدث فيه أشياء مخيفه بعد منتصف الليل لن أخاف.. ولكنني إذا عرفت أن المنزل المجاور لنا تحدث فيه أشياء مخيفة؛ سأخاف بالتأكيد.. لماذا؟.. لأنني وقتها سأوقن أن الخطر الذي سمعت عنه، من الممكن أن يتسبب في إيذائي.. مصاص الدماء لن يكلف نفسه، ويأتي للحي الذي أسكن فيه؛ ليحفر ثقبين صغيرين في عنقي بالتأكيد، ولكن النداهة ستفعل.. الغول سيفعل.. الجن سيفعل..

الموضوع يحتمل الكثير من المقالات بالتأكيد، ولكنها ستكون مقالات متنوعة؛ للحديث عن تلك التيمات العربية المهملة، والتي من الممكن أن نستخدمها بدلاً من التيمات الغربية..

وإلى أن يأتي المقال الآخر، وتأتي فكرته..

إلى اللقاء



مصطفى اليماني
3/ 11/ 2010


التعليقات : 2

Aml Mahmoud

حقيقى المقال جميل جدا وصادق خصوصا فيما يتعلق بتيمات الرعب لدى الشعب المصرى
ياريت كتاب الرعب كما يطلق عليهم يافتوا للموضوع دا
احنا عايزين الشعب يرجع تانى يخاف من الاشكيف وابو رجل مسلوخة ولكن مع مراعاة التقدم العلمى فى عرض الاحداث

مصطفى اليماني

متشكر أوي يا أخت أمل على مشاركتك، وإعجابِك بالمقال.. الفكرة إن عندنا حاجات كتير، ينفع نكتب عنها، ومع ذلك بنتجه لتيمات الرعب الغربية.. شكراً ليكي، وياريت تتابعي المدونة.

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.