| 4 comments ]

كتاب فن القصة القصيرة
د.رشاد رشدي

كتاب (فن القصة القصيرة) كتاب شديد الإمتاع..


عنوان الكتاب: فن القصة القصيرة

الكاتب: د.رشاد رشدي

صدر الكتاب عن مكتبة الأنجلو المصرية بشارع (محمد فريد)

الطبعة الأولى صدرت عام: 1959، والثانية عام:  1964

يقع الكتاب في 192 صفحة من القطع المتوسط

طبعة قديمة بسعر: 9,50، وطبعة جديدة بسعر: 20 جنيهاً.
***
يبدأ د.رشاد كتابة بمقدمة يقول فيها:

"القصة القصيرة فن حديث العهد، لم تعرفه الآدب الغربية إلاّ مُنذ حوالي قرن فقط.. وهذه الدراسة الموجزة لا تعني بتاريخ هذا الفن عنايتها بأصوله وقوانينه..
وليست هذه الأصول والقوانين قواعد موضوعة، وإنما هي تقاليد هذا الفن كما أقامتها أجيال من كُتّابه، ولقد اتبعت في دراستي لهذه التقاليد منهج الإستقراء والتحليل والمقارنة، فيجد القارئ أمثلة من القصص العالمية حللتها وقارنتها بغيرها من القصص مما يساعد على إيضاح الأسس الفنية لكتابة القصة القصيرة..
وبعد، فإن فصول هذا الكتاب قد نمت من (أصول كتابة القصة القصيرة)، وهي الأحاديث التي كتبتها (للبرنامج الثاني).
وإني أرجو أن يفيد القارئ من هذه الدراسة، ولعلها تُساهم في خلق وعي أدبي سليم".

***

في الفصل الأول من الكتاب يحكي لنا الكاتب نبذة مُهمة عن تاريخ القصة القصيرة، ونشأتها، ويخبرنا أن هذا الفن ظهر في أواخر القرن التاسع عشر، وله خصائص ومميزات شكلية مُعينة.. ثُم يحكي لنا عن أولى مُحاولات كتابة القصة القصيرة منذ القرن الرابع عشر في روما في شكل فني يسمى (الفاشيتيا)، أم المُحاولة الثانية فقد ظهرت أيضاً في القرن الرابع عشر على يد (جيوفاني بوكاتشيو) صاحب قصص (الديكاميرون)، ثم ظهر (موباسان) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان يرى أن اللحظات العابرة التي نراها كل يوم تستحق أن نكتب عنها، ولا يلزم أن يختلق الكاتب عالماً جديداً، وأبطالاً وهميين، بل بإمكاننا أن نكتب عن إناس عاديين.

***

إبتداءً من الفصل الثاني، وعلى مدى أربع فصول يحدثنا الكاتب عن بناء القصة –من الثاني حتى الخامس..

أولاً: بناء القصة تحت عنوان (الخبر والقصة).. يجب أن تقص القصة أخباراً، ويجب أن ترتبط هذه الأخبار مع بعضها، ويجب أن يكون للخبر بداية ووسط ونهاية.. يعرض الكاتب عدة مقتطفات من كُتب وخطابات؛ ليوضح لنا كل شيء، فمثلاً في البداية عرض علينا خطاباً لليدي (ماري مونتاجيو)؛ لنعرف أن وجود عدة أخبار مجتمعة جنباً إلى جنب لا يكفي؛ حتى يتحول العمل إلى قصة، بل يجب أن تكون الأخبار مرتبطة ببعضها، وأن يأتي كل منها نتيجة للآخر؛ حتى تعطي أثراً كلياً.

***

ثانياً: بناء القصة تحت عنوان (الشخصيات).. يحدثنا الكاتب عن علاقة الشخصية بالحدث، ويقول أن الحدث هو الشخصية وهي تعمل، أو الفاعل وهو يفعل، وأنه من الخطأ الفصل بين الحدث والشخصية، فمثلاً يعرض لنا الكاتب قصة بعنوان (شرف اللصوص)؛ ليوضح لنا مقصدة، وبعد ذلك يعرض لنا قصة (ضوء القمر) لـ (جي دي موباسان)؛ لنرى أنها قصة (جداً)!، إذا صح التعبير، وأنها قصة مُكتملة الجوانب.. عن نفسي تأثرت بها، ودمعت عيناي في نهايتها!.

***

ثالثاً: بناء القصة تحت عنوان (المعنى).. في هذا الفصل يخبرنا د.رشاد أنه لا توجد قصة بلا معنى، ولا وجود لحدث لا غرض له، يجب أن يكون للقصة معنى يقصدة الكاتب في النهاية.. كذلك يعطينا الكاتب نصيحة أخرى بعد عرضة لقصة (الزوجين السعيدين) لـ (سومرست موم)، وهي: لا تصف شيئاً لمجرد الوصف، بل لأنه يخدم سياق القصة، وأن بطلك يراه هكذا.. ظل (موم) في قصته يصف أشياء لا تخدم القصة، ولم يكن لها أي تأثير على الأحداث، كذلك لحظة التنوير في نهاية القصة لم تأت كنتيجة محتومة لما قبلها من أحداث.. ثم يعرض لنا أيضاً قصة لـ (كاترين مانسفيلد) بعنوان (سعادة).. القصة مختلفة عن قصة (موم) تماماً.. يقول د.أحمد خالد توفيق: لقد تهاوى سيد القصة البريطاني الوقور أمام ضربة صائبة من الفتاة الرقيقة المريضة كاترين مانسفيلد.

***

رابعاً: بناء القصة تحت عنوان (لحظة التنوير).. في هذا الفصل يوضح لنا د.رشاد أن القصة القصيرة يجب أن يكون لها معنى في النهاية.. يجب أن يتضح في النهاية ما يريد الكاتب قوله.. كل تفاصيل القصة ترمي إلى ما يسمى بـ (نقطة التنوير)، ويعرض لنا قصة (الحرب) لـ (لويجي بيرلندللو)؛ ليوضح لنا معنى نقطة التنوير.

***

ينتهي الكاتب من فصول بناء القصة، ويأتي بعد ذلك الفصل السادس بعنوان (نسيج القصة).. في البداية يخبرنا بنصيحة كثيراً ما ننساها وهي: لا تصف شيئاً لمجرد أنك تراه هكذا، ولكن لأ بطلك يراه هكذا؛ لأن الوصف يساهم في تطوير وتصوير الحدث مع غيره من العناصر.

بعد هذا يحدثنا عن رأيه في حوار وتفكير الشخصيات في القصة، ورأيه أنك لا يجب أن تجعل الشخصية تتحدث، وتفكر بلغة غير لغتها، ويعرض علينا مقتطف من إحدى قصص ألف ليلة وليلة –السندباد البحري؛ ليوضح لنا نظريته بشأن اللُغة، ومقتطف آخر من قصة مصرية حديثة –كانت حديثة وقتها بالطبع- لمجموعة من المُرضِعات داخل ملجأ يتحدثن، ولكن بلُغة أبعد ما تكون عن ثقافتهن.

يحدثنا الكاتب أيضاً عن خطورة التقريرية في الكتابة، ويعرض علينا مقتطفين أحدهما من قصة لـ (سومرست موم)، والآخر من قصة لـ (تشيكوف).. لقد وقع سيد القصة البريطاني في التقريرية، بينما سيد القصة الروسي لم يفعل!.

أيضاً ينصحنا بأن نصور المعنى في القصة، وألاّ نكتبه كتابةً، فمثلاً لا تكتب أن البطل شعر بالرعب، بل دع القارئ يعرف هذا من تصرفاته وأفعاله، وقصة (شقاء) لـ (تشيكوف) توضح هذا المعنى.

***

في الفصل السابع والأخير الذي يحمل عنوان (وحدة البناء والنسيج).. يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن البناء والنسيج معاً؛ لأن القصة كيان ذاتي لا يمكن تجزأته إلى بناء ونسيج، ويورد لنا قصة (عصفور كناريا لواحد) لـ (أرنست همنجواي) ليوضح لنا ما يقول، حيث جاءت القصة كنسيج من حوار وأوصاف لا تخدم غرضاً معيناً..

كذلك يخبرنا في جزئية أخرى أن القصة لا يمكن أن تعالج موضوعاً معيناً، ويعرض كمثال قصة (الرجل العجوز عند الجسر) لـ (أرنست همنجواي) أيضاً.. لا يمكننا مثلاً أن نقول أن هذه القصة تعالج مشكلة الشيخوخة، أو الحرب، أو... 

***
في النهاية يمكننا القول أن كتاب (فن القصة القصيرة) كتاب شديد الإمتاع.. يعرض لنا عناصر وخصائص القصة القصيرة، بشكل بسيط وجميل.. أعتقد أن بإمكان الجميع استيعاب ما يحتويه.


مصطفى اليماني
29/ 10/ 2010


التعليقات : 4

غير معرف

شكراً جزيلاً .. أفدتنا كثيراً ..

مصطفى اليماني

عفواً، وسعيد أن عرضي للكتاب أفادك.

Unknown

أريد الكتاب للكاتب جي دي موباسان - مترجمه مصطفى اليماني اسم الكتاب ( الزوجين السعيدين ) أريد على هذا الإيميل لو في إمكانك أشكر كثيراً : Magdy.amgad@gmail.com
ولك مني جزيل الشكر

غير معرف

شكرآ جززززززيلآ

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.