خواء.. هذا هو الوصف الدقيق لما أشعر به الآن، أو تحديداً (ما لا أشعر به الآن).. لا أعرف ما أريد، وهذا لا يختلف عن السابق، حيث عشت كل سنوات عمري، وأنا (لا أعرف)، لكن هذا الشعور؟.. إنه قاتل.. هل أذهب للنوم، هل أنهض لأقرأ شيئاً، أم أشاهد فيلماً، أم أكتب قصة، أم؟؟؟.. في الماضي كنت أتسائل عن (الخطة الكبيرة).. ذلك الشيء الكبير، الذي من المفترض أن أفعله في حياتي، والذي سيغير ملامح حياتي تماماً.. هل سأعثر على حقيبة المال، أو ذلك المصباح السحري، الذي يحتوي عفريتاً بداخله، أفركه، فيخرج العفريت؛ ليحقق أمنياتي جميعاً؟؟.. أم أنني سأجد (فتاة أحلامي)، تلك المخلوقة التي خُلقت من أجلي.. خلقها الله؛ لتحبني؟.. أو أنني سأجد (الفرصة الكبيرة)؛ لأصير نجم السينما، أو الكاتب المشهور؟.. عدسات الكاميرات، والصحفيين، والمعجبين، والإعلام الذي يسألك في كل شيء، وعن أي شيء.. وأنت تُجيب.. أم أن حياتي -على الأقل- ستتحول للأفضل قليلاً، بعض الإستقرار ربما؟.. هذا ماكنت أقصد بالـ(شيء الكبير)، لكن الآن؟!.. الآن، أنا لا أعرف أي شيء.. لقد فقدت القدرة، على التفكير في الأشياء الصغيرة أيضاً. أعرف أن هذا الشعور، لن يدوم، لكنه كريه، حقاً كريه، ولا أطيق الإستمرار معه لحظةً واحدة، ولو كنت في فيلم -أمريكي ربما- لكنت انتحرت هرباً من ذلك الشعور.. لكني (هنا)، في الحياة.. الحقيقة، حيث لا تملك سوى الإنتظار، حتى ينتهي هذا الشعور، وينتهي كل شيء مماثل.. حتى كتابتي لهذا الكلام، لا أجد لها هدفاً، ربما هي نوع من (التفريغ)، أو لنطلق عليها (التطهير) الآلي.. أنت تتحرك لا شعورياً، نحو لوحة المفاتيح؛ لتكتب ماتشعر به -أو مالا تشعر به- وفي حالاتٍ أخرى، تبحث عن صديق؛ لتخبره بما يدور بذهنك، ومايحدث معك، وربما تلجأ لسماع بعض الموسيقى؛ لتنتقل من هذا الشعور الكريه، لحالةٍ أخرى أفضل، أو أسوأ لايهم.. المهم أن تجد المنفذ، المخرج، الباب السحري.. أي شيء، يملك القدرة على نقلك من نقطة، إلى أخرى..
هل نجرب شيئاً آخر؟.. حسناً، لنتحدث عن اليوم.. هذا اليوم:
أقول لك: دعنا لا نزيد الأمر سوءً، فاليوم يشبه كل يوم مضى، وكل يوم آتي.. لاجديد...
أتعلم؟.. أعتقد أن هذه (التدوينه) ستكون الأفضل على الإطلاق؛ لأنها لم يكن مخطط لها مثل البقية، بل كانت مفاجأة لي شخصياً؛ أن تتم كتابتها. كل التدوينات السابقة، كنت أفكر وأخطط لها جيداً.. كنت أكره هذا؛ لأنه ينتقل بنا من حالة (الكتابة للنفس)، إلى مرحلة (الكتابة للآخرين)، والكتابة للآخر سيئة بحق؛ لأنها تُشبه ورقة يجب أن تقوم بتسطريها وتهذيب حوافها، وطيّها بعناية، والكتابة عليها بأحرف كأنها خرجت من آلة كاتبه، وفي النهاية، تقدمها لمديرك في العمل.. هذا يختلف حتماً، عن الكتابة لإخراج مايدور في ذهنك مثلاً.. بالمناسبة: أنا أكره (المدير).. تلك الصورة النمطية التي قدمتها الأفلام طويلاً، والموجودة بالفعل في كل المجتمعات.. لا أطيقها، وأتمنى أن أهشم رأس كل صاحب عمل متسلط، يعتقد أنه الإله، والموظفين مجرد عبيد عنده..
أعتقد أنني سأتوقف هنا..
ومازلت أشعر بالخواء.
مصطفى اليماني
31 أكتوبر، 2011
(ما أهمية كتابة اسمي وتاريخ اليوم؟.)
التعليقات : 4
جميلة جداً يا مصطفى.
مؤثرة بصدقها.. بعمقها
و
فينك مش باين ^_^؟ مفيش أي مشاريع جديدة؟
معلش يامحمد، لم أرى تعليقك إلا الآن فقط.. ربنا يخليك ياصديقي، سعيد ان التدوينة عجبتك :)
و:
مش عارف ليه مش باين، شوية كسل، وشوية ملل.. المشاريع بقى مش عارف.. أنا بكتب طبيعي، وأي حاجة جديدة بدخلها في المجموعة القصصة اللي بجهزها، وفيه شوية حاجات خفيفة؛ زي قصة في العدد 2 من (كوكتيل اكتب)، دة غير (شبكة رعب) لو تعرفها، مستمر فيها برضة..
أنت إيه أخبارك، ومشاريعك بقى؟.
ألف مبروك صحيح، و متشوقين نقرأ بقى قصتك في السلسلة ^^
متعرفش حيصدر امتى العدد 2 ؟
و أكيد شبكة الرعب عارفها.. و بتابعها كل فترة
بالنسبة للمجموعة القصصية.. جميل جداً، و إن شاء الله ناوي تطبعها و لا تدخل بيها مسابقة؟ فيه مسابقات حلوة شغالة اليومين دول على فكرة.. بس من نوع ( 3 نسخ مطبوعة لا ترد و اكتب تعهد على نفسك بكذا و كذا ) ههههه ^^
بالنسبة ليا بقى .. الحمد لله مية ميه ^_^
المشاريع.. مممممم.. فيه قصة طويلة كنت شغال عليها عبارة عن حلقات، و صلت للحلقة ال6 و سبتها.. (و دي على فكرة مشكلة عندي مش عارف أحلها، فيه رواية بدأت فيها سنة 2009 و سبتها و بعدين بدأت في واحدة تانية و سبتها برضو ههههه)
فيه كمان "المنزل المسكون" بحاول اكتب حاجة مناسبة له.. إلا صحيح يا درش ما تشارك فيه أنت كمان؟ ده حتى تخصصك ^^
ربنا يخليك يامحمد، أنا كمان منتظر اقرأ قصتك. العدد 2، مش عارف هيصدر إمتى والله، بس أكيد هنعرف لمّا يصدر الأول :)
المجموعة القصصية، معتقدش اني هدخل بيها مسابقات.. ربنا يسهل في الطباعة بقى، ونلاقي فرصة كويسه :)
موضوع البدء في أي حاجة وتركها، كان عندي زمان، بس اتعلمت اني مسِبش أي حاجة؛ إلا أما تخلص، غير كدة مش هتكمل أبداً؛ لإن الحالة اللي ابتدت بيها، مش هلاقيها تاني خالص..
موضوع (المنزل المسكون) كنت كتبت فيه حاجة زمان كدة، ومكتبتش فيه تاني؛ أكتشفت اني مليش في الكتابة مع حد بصراحة، دة غير اني مش بعرف اتابع أي حاجة إلا مرة واحدة.. ملل بقى :)
ياريت تستمر يامحمد، في الفانتازيا، قصتك في جبّانة الأجانب تُعتبر من أحسن القصص بالنسبة لي على فكرة، واتمنيت تكون طويلة عن كدة؛ عشان استمتع أكثر.
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.