| 0 comments ]

بوستر الفيلم
من المرات القليلة التي أشاهد فيها فيلماً، وأرغب (حقاً) في الكلام عنه.. لقد شاهدت أفلاماً كثيره، وأعتقد أن اختياراتي وحظي كانا جيدين غالباً. كانت الساعة الخامسه صباحاً تقريباً، عندما كنت أفكر في ترك مكاني أمام التلفزيون، واحتلال مكاني أمام الكمبيوتر، لكني قلت في نفسي كالعادة: فلنر أولاً ما إذا كان هناك شيء يستحق أن أجلس لمشاهدته أو لا.

على mbc2 كان فيلم The Majestic أو "الملوكي" في بدايته، كنت قد شاهدت (حته) منه من قبل، لكني لم أره من بدايته ولم أنهيه قبل اليوم.. كنت أود تلبية نداء الكمبيوتر، لكني تسائلت: لماذا يناديني أصلاً، وهو يعرف أني لن أجد ما أفعله عليه؟ وهكذا جلست، أمام التلفزيون، مع أمي وأخي الذين أعشق الجلوس معهما ومشاهدة شيء جيد.. وكان ساحراً.



شيء أشبه بالسحر، كأن جنية أتت لترفرف فوقي، وتنثر غبارها السحري البراق، ذو رائحة المسك، وتأثير الفردوس.. أنا أعشق (جيم كاري) وشاهدت له من قبل أفلاماً غير كوميديه، وأعرف أنه ممثل فعلي؛ أي أنه يستطيع آداء كل الأدوار، شاهدت الرقم 23، وشاهدت عرض ترومان، وشاهدت رجل على القمر، لكن كل فيلم له تأثيره الخاص بالطبع، و"الملوكي" كان له تأثير خاص جداً.

مؤخراً بدأت أميل إلى مشاهدة أفلام لاتنتمي لتصنيف الأكشن والرعب والإثارة، ولم يعد تصنيف (الدراما) يصيبني بالنفور؛ وهذا لأني آمنت أنك من الممكن أن تصنع شيئاً جذاباً ومشوقاً وآسراً، بدون طلقة رصاص واحده.. أنا أحب الرصاص بالطبع، وأتمنى لو امتلكت مسدساً؛ لأقتل الجميع وأنا أضحك بطريقة شريرة، وربما أستحم بدمائهم، وأنا أرقص حول نار حطبها جثثهم.. لكن هذا الشيء.. أن تصنع فيلماً، أو تكتب رواية -نصاً- بهذه البساطة، والسلاسة.. شيء يسير للأمام فقط، وربما توقعت ماسيحدث في النهاية أيضاً، ولاوجود لكلام عن المؤامرة، أو العصابة، أو الشرطة الفاسدة.. زي اللبن الحليب، مثلما علقت وأنا أشاهد الفيلم.. عبقري.

1951، هوليوود، كاتب شاب اسمه بيتر أبيلتون (جيم كاري)، يحضر عرض فيلمه الأول  "قراصنة رمال الصحراء"، بصحبة صديقته الممثله، والتي أدت دورها الأول في فيلم صديقها (بيتر). أعجبني ظهور (بروس كامبل) الخاص، هو و(كليف كرتس) في ذلك المشهد الصغير الذي عُرض من فيلم قراصنة رمال الصحراء.. لم يُحبط (أبيلتون) عندما رأى اسمه مكتوباً بخط صغير وفي النهاية، على الأفيش الخاص بالفيلم، ودخل ليستمتع بعرض فيلمه الأول، وجلس ليردد الحوار مع صديقته (مايبل). في ذلك الوقت كانت تهمة (الشيوعية) تلتصق بأي شخص، وكان هناك مايسمى بـ"القائمة السوداء لكتاب هوليوود"، تلك التهمة أصابت (أبيلتون)؛ بسبب سيناريو آخر كانت تقرأه الشركة المنتجه التي يعمل بها، والذي يحتوي -في نظرهم- على أفكار (شيوعية). يتحطم (أبيلتون) فور سماعه الخبر، ويذهب للحانه؛ ليسكر ويهذي، ويركب سيارته، ويسير مسرعاً على جسر، ويعمل حادثه. 

يفيق على شاطئ، لايذكر شيئاً، ويجده رجل عجوز، ويصحبه لبلدته، تلك البلده الصغيرة الهادئة -يارتني كنت معاهم- لايذكر (أبيلتون) أي شيء؛ بسبب تعرضه لضربه في رأسه عندما سقط في الماء، وكل من يره يردد: أن وجهه مألوفاً لديه. والمفاجأه أن رجلاً يتعرف عليه.. انه ابنه (لوك) الذي فُقد في الحرب منذ 9 سنوات! والرجل يملك سينما متوقفه عن العمل..

هنا يكمن السحر، بلدة هادئة، يعرف كل سكانها بعضهم، فقدت الكثير من أبناءها في الحرب، وسينما قديمه، وفتاة.. أي كاتب يتمنى أن يخوض مثل هذه المغامرة، ومن حسن حظه أنه لم يكن يذكر شيئاً عن ماضيه؛ وإلا خاف من التجربة وتراجع.. هنا فقط يمكنك أن تقبل رؤية أشخاص طيبون، يساعدونك دون أن تطلب منهم، ويهتم كلٍ منهم بصحتك، وعلاقتك الغرامية، والسينما التي تريد إعادة افتتاحها.. 

أعجبتني شخصية الرجل الأسود العجوز الذي يعيش في دار السينما، ويعمل بها.. وأمنية أن يملك ساعة؛ حتى يتأكد أن السينما ستفتح في معادها بالتمام.

عودة (لوك) كانت تمثل الأمل بالنسبة للبلدة، وعودة الروح إليها، فقد أقاموا حفلاً، وعادوا لمشاهدة الأفلام، بدلاً من الجلوس في بيوتهم، والإكتفاء بمشاهدة التلفزيون أو سماع الراديو.. هذا كسل. كما همت حباً معهم بالسينما، وأضوائها..

في النهاية تعود الذاكرة للبطل كماهو متوقع، تعود عندما يُعرض فيلمه في السينما، ويشاهده وهو يردد مقاطع منه لايمكن أن ينساها؛ فهي جزء منه، وتعرف المباحث الفيدراليه مكانه، وتذهب للقبض عليه، وتكون صدمه بالنسبة لسكان البلده، الذين قبضت أرواحهم من جديد بعدما عادت بعودة أحد أبنائهم.

مشهد المقابر أعجبني جداً والحوار بين (لوك) الذي عاد (أبيلتون) من جديد، وحبيبة (لوك).. كان ذاهباً هو لرد وسام كان قد أعطاه له والد (لوك) قبل أن يموت، وهذا قبل أن يسافر لحضور جلسة محاكمة يتلو فيها اعتراف بأنه كان شيوعياً وأنه ترك الشيوعية، ويعترف فيها بأسماء أشخاص من المفترض أنهم شيوعيين؛ كما اتفقوا معه.. لكن حبيبة (لوك)، (أديل)، تعترض على ماينوي فعله، وتقول كلاماً عن الحرية التي يزعمون أن الدستور يكفلها، إلخ، إلخ، إلخ.. لكن (أبيلتون) ليس  هكذا، لقد عاش هو بينما مات لوك وأمثاله في الحرب؛ لأنه ليس هكذا، ليس من أصحاب الفكر ولا العقيدة ولا القضية... أحسن ناس يا (أبيلتون).. بينما يموت لوك وأمثاله لأنهم أبطال. الجبناء من يظلون أحياء.

لكن (أبيلتون) ينتصر، ويحيااااا : ) ويعود للبلده ليجد كل سكانها في استقباله بما فيهم (أديل) التي أصبحت تحبه؛ لأنه أصبح بطلاً، ولم يعد يفرق عن حبيبها السابق الراحل شيئاً.

بإمكاننا أن نظل في (المنطقة الآمنه)، وألا نخاطر في سبيل أي شيء.. أنا موافق، وبحب كدة، لكن الخوف أن يأتيك الشيء من حيث تترفع أنت عن أن تتداخل معه.

الفيلم من إخراج: فرانك دارابونت صانع المعجزات "الميل الأخضر"، "الخلاص من شاوشانك"، و"الضباب"، والثلاثة مقتبسين من روايات لـ(ستيفن كينج).

وإلى قناة mbc2: لاتقطعوا البوس، البوس لايحتوي على سمٌ قاتل، البوس من روح العمل، واللي بيتفرجوا أكيد باسوا أو نفسهم يبوسوا، واللي بيقطع أكيد باس، وأصحاب القناة باسوا واتباسوا. كان عندكوا قناة واحده وربنا كرمكوا وبقى عندكوا حزمة قنوات، فبلاش تخربوا على نفسكم. بوسه بقى: أمواااااااه.


25 أغسطس، 2013


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.