تاريخ أفلام الرعب مع مارك جيتس |
لايوجد
متابع للسينما تقريبًا لم يشاهد أفلام مثل "دراكولا" أو "فرانكنشتاين" أو
"الرجل الذئب"، خاصًة محبي الرعب في كل مكان. شخصيًا نشأت -لسبب مجهول-
على أفلام الرعب والخيال، ولازلت أذكر تفاصيل الليالي التي رأيت فيها
دراكولا وفرانكنشتاين للمرة الأولى. أذكر أنني رأيت دراكولا على القناة
الثانية في زمن بلا كمبيوتر ولانت ولافيديو أو دش، وأذكر أنني كافحت كي
لايحول أبي القناة، هو الذي لايطيق الأفلام الأجنبية عمومًا أو الرعب بشكلٍ
خاص. لازلت أحتفظ بالكراسة القديمة التي جلبتها سريعًا لأدون فيها أحداث
الفيلم بالتفصيل. كنت أريد أن أحتفظ بنسخة من الفيلم، كي أتذكره كلما أردت.
بالطبع يوجد كمبيوتر وإنترنت الآن، لكن لم يعد يوجد شغف الطفل، والمتعة
الأولى، حيث تفتح عينيك على اتساعهما، منبهرًا بماتراه.
ولطالما
وجدت في نفسي شغفًا لتتبع كل مايخص الرعب والخيال. أول ماقرأت كان أدب
الرعب، وأول كتاباتي كانت في الرعب، وعندما اخترت البحث في تاريخ معين،
بحثت في تاريخ سينما الرعب!
هكذا الأمر عندما تعشق شيء ما، تريد الإنغماس في كل مايتعلق به.
ولأن
الرعب -كما يقول مضيفنا مارك جيتس- عاطفة شخصية بالنسبة لي، اخترت أن أشرك
معي محبي هذا الفن العظيم، لنرى معًا كيف غرست هوليوود أنيابها لتحول
دراكولا، وكيف سخرت الكهرباء لتحيي الوحش، وأكثر من ذلك...
هذه السلسلة:
سلسلة
A History of Horror with mark gatiss هي سلسلة وثائقية مكونه من 3 أجزاء،
تحكي تاريخ سينما الرعب، تحديدًا تتبع المراحل الثلاثة الكبرى التي مرت
بها سينما الرعب. قام بكتابة وتقديم السلسلة الكاتب والممثل البريطاني
(مارك جيتس)، وأنتجتها قناة BBC Four عام 2010.
تناولت السلسلة -كما أسلفت- ثلاثة مراحل للرعب، من خلال أجزاءها الثلاثة:
- الجزء الأول Frankenstein Goes To Hollywood:
تناول فيه (جيتس) الحقبة الذهبية لسينما الرعب، وكانت البداية مع الفيلم الصامت Phantom
of the Opera 1925 الذي قام ببطولته عراب ممثلي الرعب (لون تشاني)، ثم
تطرق بعد ذلك لأول فيلم رعب ناطق وهو Dracula 1931 وكان من بطولة الممثل
المجري (بيلا لوجوسي)، تبعه بعد ذلك فيلم Frankenstein
من بطولة (بوريس كارلوف) في دور الوحش، إلى جانب العديد من الأفلام
والمخرجين والممثلين، فكما يقول (مارك جيتس): أن سينما الرعب مليئة بريادة
صانعي الأفلام.
- الجزء الثاني Home Counties Horror:
يركز
هذا الجزء على موجة أفلام شركة هامر البريطانية التي بدأت عام 1950،
كماشهدت تلك الموجة فَجر أفلام الـ(Gore)، تلك الأفلام فاقعة اللون، ذات
الدموية المُفرِطة. أخذ ريادة هذه المرحلة عدد من مشاهر ممثلي الرعب، مثل
(كريستوفر لي)، الذي يعرفه أغلبنا بدوره كالساحر (سارومان) الشرير في سلسلة
The Lord Of The Rings، و(بيتر كوشينج)، والشهير (فينسنت برايز).
- الجزء الثالث The American Scream:
قلت أن هذه المرحلة كانت حرجة وشائكة؛ لأنها بجانب تميزها بالدموية المُفرِطة، تميزت كذلك بإباحية غير مسبوقة في الأفلام! كان من السهل وقتها أن تفاجأ على الشاشة بامرأة عارية (تمامًا) تُذبح على يد سفاح خارق وهي تصرخ وتتلوى في السرير.
شهدت تلك المرحلة هجومًا من بعض النقاد، وتحليلًا جادًا من آخرين لنفسية المجتمع الأمريكي وقتها، بجانب هجومًا من بعض المشاهدين المتحفظين بالطبع. لم يكن هناك حواجز في تلك الفترة، وكان الجمهور يمل سريعًا، فكان صناع الرعب بحاجة دائمة إلى التجديد. لجأوا مثلًا لتحويل (سانتا كلوز) الطيب، إلى قاتل متسلسل! ممادفع الأمهات وقتها للهجوم على صناعة الرعب ورفع القضايا؛ لأن هذا سيكون مثالًا سيئًا للأطفال.
هكذا كانت السبعينات عمومًا، وما أدراك ما السبعينات!
نحن أمام سلسلة ثرية، تطلعنا على أشياء نراها للمرة الأولى، ومعلومات جديدة، وتسافر بنا لمواقع تصوير ومتاحف، وتعرض لنا لقاءات مع رواد لصناعة الرعب، مثل المخرجين (جون كاربنتر) و(جورج روميرو) و(توب هوبر)، وآخرين ممن عاصروا صناعة هذه الأفلام وعاشوا ليحكوا لنا.
عن الجزء الأول- فرانكنشتاين يذهب إلى هوليوود:
يبدأ
الفيلم بداية تذكرنا ببداية فيلم "فرانكنشتاين-1931" حيث نرى رجل يخرج من
وراء ستار على المسرح، ليحذر الجمهور من أنهم بصدد مشاهدة فيلم يحتوي على
مشاهد قاسية، وقد يخيفهم!
ذكرني
هذا بمدى نُبل وبراءة صانعي الرعب الأوائل. النُبل؛ لأنهم اختاروا تحذير
الناس، والبراءة؛ لأنهم لم يضعوا في الحسبان احتمالية مغادرة البعض للقاعة
ورفض الفيلم وخسارة مستقبلية، لكن هذا كان مبررًا عمومًا، ففرانكنشتاين كان
أول فيلم وحشي، لايتبع تقاليد "الأناقة" والشاعرية المعتادة في هذا الوقت.
إلى جانب أنه جاء بعد فيلم "دراكولا" في نفس العام، والذي اتسم بالشاعرية
والرعب الهادئ.
لهذا أحب تتبع تاريخ الأشياء التي أحبها؛ لأنني أؤمن أنها -إلى جانب كونها عظيمة في حد ذاتها- تملك قصصًا وغرائب وراءها؛ لهذا يتتبع الناس قصص النجوم والمشاهير.
أكثر مايثير إعجابي في عصر السينما الصامتة ومابعده، أن رواده اضطروا لإبداع أفلامهم بموارد قليلة للغاية وإمكانيات غاية في البدائية، مقارنة بمانراه اليوم. تخيل عصر بلاجرافيك، ولامدارس أو مدربي تمثيل مع استوديوهات فقيرة للغاية.
لنرى مثلًا فيلم "شبح الأوبرا" الصامت، الذي أنتجه (كارل ليملي) عام 1925. مثّل هذا الفيلم درسًا لصناع هذا النوع، مفاده، أنك يمكن أن تصنع شيئًا عظيمًا بموارد قليلة. يرجع الأفضل الأكبر لـ(لون تشاني) بالطبع، الذي استحق عن جداره ألقاب مثل "الرجل ذو الألف وجه"، و"عراب ممثلي الرعب". كان تشاني ممثلًا مسرحيًا في الأساس، واشتهر ببطولة العديد من الأفلام التي احتوت على مسوخ وأشخاص مشوهين، لكن ماميز (تشاتي) أنه كان يصنع كل مكياجه بنفسه، لا أعني أنه كان يصنع و(يبتكر) فعليًا كل مكياجه فحسب، بل كان (يضع) المكياج لنفسه أيضًا!
كما نعرف معًا قصة قطبي الرعب في هذا العصر، ألا وهما الممثلين (بيلا لوجوسي) وزميله (بوريس كارلوف). ربمامن شاهدوا فيلم (جوني ديب) Ed Wood عرفوا القليل عن (لوجوسي)، لكن هنا سيعرفوا أكثر، خاصًة عن الأقدار العجيبة التي جعلت مصائرة تتقاطع مرارًا مع نِدّه الأكبر (كارلوف)!
الملاحظ في الممثلين الثلاثة، أنهم أتوا من المسرح وعروض "الفودفيل" في الأصل، فظل آداءهم محتفظًا بالتعبيرات المسرحية. كان من الأسهل على المخرج وقتها أن يستعين بممثل مسرحي بالطبع، بدلًا من البحث والإستعانة بشخص عادي، غير مؤهل.
كان المسرح هو الأصل، والمدرسة الأولى للسينمائيين.
راقني أن الفيلم لم يفوت الحديث عن فيلم "الغرباء Freaks"، وهو إحدى أكثر الأفلام إثارة للجدل في هذا الوقت المبكر. تمثلت الصدمة الأساسية التي سببها الفيلم، في كونه اعتمد على أشخاص مشوهين من سيرك جوال. كانت خِدع الفيلم حقيقية، وليست خدعًا.
أعتقد أنني سأكتفي بهذا..
لماذا ترجمت الفيلم، لو كنت سأتحدث؟!
الحقيقة أنني لا أكتفي من الحديث عن الأشياء التي أحبها.
كالعادة، كانت ترجمة الفيلم شاقة، لكن ممتعة، راعيت فيها الدِقة وسلاسة الأسلوب. أعتقد أنني قمت بعمل جيد حقًا، فأتمنى أن يعجبكم.
نأتي للجزء الأخير والأهم:
وبالنسبة لتحميل الفيلم نفسه، فهو متوفر على يوتيوب، وهذا رابطه:
وبالنسبة لطريقة التحميل، فأسهل طريقة تحميل من وجهة نظر الجميع هو برنامج "إنترنت داونلود مانيجر" بالطبع، لكن بما أنه لايعمل مع البعض، فالطريقة الأفضل هي أن نحذف من الرابط (.https://www) لنضيف بدلًا منه حرفي (SS)، ليصبح هكذا:
ستفتح
صفحة جديدة، ننتقي منها الجودة التي نريد، ونضغط "Download". ماسيحدث
-مايحدث معي على الأقل- أن تحميل المتصفح يعمل، وفي الوقت نفسه يعمل تحميل
برنامج "إنترنت داونلود مانيجر"، الذي لايعمل في الأحوال العادية.
أو يمكن تحميله من خلال التورنت، لكن أعتقد أنه سيكون بطيئًا
هذا أو يمكنك التحميل بالطريقة التي تحب!
أسأل الله أن أكون قد وُفِّقت في ترجمتي هذه، وأن يستمتع بها من يشاهدها، كما استمتعت انا أثناء ترجمتها ومشاهدتها.
انتظروا قريبًا ترجمة الجزءين الآخرين، وترجمات أخرى، إن شاء الله.
مصطفى اليماني
17 فبراير، 2016
التعليقات : 0
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.