| 0 comments ]

إيثان هوك في فيلم The Black Phone

جمهور سينما الرعب أكتر جمهور بيعاني عشان يلاقي فيلم رعب حلو يشوفه. سينما الرعب بقت إما أقل من متوسطة أو مش موجودة حتى، ودة يخلي وجود فيلم "حلو" يستحق احتفال صغير.


التليفون الأسود أو the Black Phone فيلم من بطولة إيثان هوك ومقتبس من قصة لجو هيل اللي سمى نفسه كدة عشان ميقولش انه ابن ستيفن كينج بس كلنا عارفين انه ابن ستيفن كينج.

كنت بقول ان الفيلم تقليدي الحقيقة. فكرته موجودة بغزارة في أفلام الرعب وفيه قوائم كتير على الإنترنت بتتكلم عن الأفلام اللي فيها "تليفون" بيتواصل مع "الموتى". بس دة لا يمنع ان الفيلم احتوى على لمحات مهمة ممكن تخلي مشاهدته ممتازة:


1. عدم استغلال النوستالجيا:


أحداث الفيلم بتدور في السبعينات وأبطال الفيلم ولد وأخته وجزء مهم من الفيلم أحداثه بتدور في مدرستهما ووسط زمايلهم وهكذا. وسط جو النوستالجيا اللي يبدو ان stranger things أطلق النفير العام ليه، كان من السهل جدا الفيلم يطلع مليان بإحالات كتير للـ pop culture الأمريكية وكان سهل جدا جدا نشوف مشهد للولد وأخته وهما راكبين درّاجتيهما في مشهد حالم.

الحقيقة مبسوط ان دة محصلش لأنه كفاية فعلا.

2. فيلم "ملموم":


دة نوع أفلام بحبه جدا، بسميه في سري (ملموم)، وملموم دي من شروطها ان الفيلم يكون بيركز على حدث واحد بشخصيات قليلة جدا في أماكن قليلة. ودي تقريبا شروط القصة القصيرة اللي الفيلم مأخوذ عن إحداها بالفعل. المهم ان نوعية الأفلام دي بتديني إحساس بالراحة، مبحسِّش ان فيه حاجة فَرَطِت من الفيلم أو انه أهمل حاجة.

3. المسألة مش مسألة "تليفون" بالظبط:


وهنا فيه حرق كبير للفيلم...

الفيلم بشكل أساسي بيحكي عن قاتل متسلسل بيختطف الأولاد وبيتحدّاهم زي ما هنعرف فيما بعد بلعبة صغيرة، وكل ما الولد يخرق قوانين اللعبة دي (اللي هو ميعرفهاش أصلا) بيقتله، وهكذا. لغاية ما يخطف صديقنا بطل الفيلم (فيني) ويحبسه في القبو كالعادة. ويبدأ فيني بتلقّي مكالمات من تليفون أسود قديم مُعلَّق على الجدار. التليفون اللي في الحقيقة قديم جدا، ومش شغال خالص.

والمكالمات بتكون من كل زملائه في المدرسة اللي القاتل خطفهم وقتلهم بالفعل.

أنا بحب أوي لمّا الحدث الخارق يتفسَّر (ضمن) أحداث الفيلم ويسيبك تستنبط معناه لوحدك، معنديش مشكلة في مشاهد اجتماع الأبطال لربط الخيوط ببعضها والانتباه لأشياء قد يكونوا غفلوا عنها وما إلى ذلك، بس بحترم جدا لما الفيلم يديني إحساس اني كبرت ومش محتاج حد يقول لي.

كان من ضمن مشاهد الفيلم الأولى مشهد لوالد الأخوين وهو بيضرب بنته وبيصرخ فيها ان "الأحلام اللي بتشوفها دي مجرَّد أحلام، مش حقيقة" وبنفهم ان البنت بتشوف أحلام لحاجات لسه هتحصل وان دي هبة كانت موجوده عند زوجته لكنه كان ومايزال ينكرها.

فمن الواضح انه زي ما البنت خدت هِبَة من أمها، أخد الولد كمان نوع من الهبات، ألا وهي التواصل مع الموتى. ودي بالمناسبة فكرة مريحه أكتر من وجود هاتف خارق للطبيعة (بالصدفة) في المكان دة و(بالصدفة) طلع بيشتغل بس مع الولد دة!

4. آداء إيثان هوك:


نظرا لطبيعة دور الـ serial killer في الفيلم، فكانت مساحة الدور محدودة، مكانش فيه تفسير من أي نوع لأسباب القتل ودة هقول في النقطة الجايه ليه محسبتوش (إهمال) من صنّاع الفيلم ولا حاجة. المهم ان وجود شخص بموهبة إيثان هوك كان مهم لسببين:

* أولا: إضفاء الكاريزما على ما خلف القناع. وكان ارتداء القناع دائم سواء بشكله الكلي أو الجزئي.

* ثانيا ودة الأهم: المشاهد القليلة اللي انفرد فيها إيثان هوك بالكادر. كان بيبقى له ظهور مزعج حقيقي ومكمِّل لشكل الوحش غير المفسَّر دة.

5. المسألة مش مسألة "قاتل متسلسل" بالظبط:


وهنا هقول ليه شخصية القاتل ظهرت غير مبرَّرَة الدوافع وبدون أي قصة خلفية أو حتى فلاش باك صغير ليه ووالده بيحرق جسمه بالسجاير.

بطليّ الفيلم (فيني وأخته جوين) بيتعرّضوا للاعتداء من والدهما السكير من أول الفيلم، والدهما اللي لم يشفع له لجوءه للشرب جرّاء انتحار زوجته، مفيش سبب يخلي أب يضرب أولاده.

فين بيتخطف من القاتل المقنَّع زيه زي بقية زملاؤه في المدرسة.

بنتعرَّف على شخصية كل واحد فيهم من خلال مكالماتهم مع فيني في التليفون الأسود وتذكير فيني لهم بشخصياتهم وهم على قيد الحياة، وبنعرف ان كل واحد فيهم -تقريبا- كان له حياة سيئة.

يعني تعرضوا للإهمال الأبوي، وبسبب الإهمال دة -سواء من قريب أو بعيد- بيتعرضوا للإختطاف، وكان آخرهم (فيني) نفسه اللي عرفنا انه بيتعرض للعنف الأبوي بالفعل.

إذن لم يكن القاتل سوى رمز لعنف آبائهم وإهمالهم ليهم. القاتل بيقتل الأولاد ازاي؟

بيلعب مع كل واحد فيهم لعبة مش بيصرَّح لهم بوجودها حقيقةً، اللعبة دي عبارة عن حاجات صغيرة جدا لو ارتكبوها بيعتبرهم (أشقياء) وبيُجهِز عليهم.

دة اللي بيعمله الأهل في الواقع. الإبن بيُعاقَب على حاجات هو فعلا مش عارفها أو حتى عارفها لكنها مش مقنعة تماما، ما هي إلا انعكاس لأمراض الأب أو الأم حتى. وهكذا يمكن أن نقرأ القاتل الذي هو في الحقيقة كل أب أو أم سيئة.

6. تيمة التقاء تعاون طرفين:


والحقيقة أنا بحب التيمة دي جدا؛ إنه يبقى فيه طرفين (أو أكتر حتى) وكل طرف فيهم بيشتغل لوحده، بعيد عن التاني، عشان يحلّ نفس القضية، وفي الآخر بيلتقي الإثنان عند نقطة حل العقدة.

لكن رغم حبي للتيمة دي ولوجودها في الفيلم، إلا إنها متلعبتش صح أوي، لأنه بدا لي انه جهد إحدى الطرفين (سواء فيني أو أخته) كان كافي لإنهاء الموضوع، خاصة فيني اللي فعلا حلّ المسألة بمجهود ذاتي بمساعدة أصدقاءه طبعا.

7. قلتها في المقدمة:


إنه مفيش أفلام رعب أصلا. فوجود فيلم رعب حلو أو معقول حاجة تستحق الاحتفال.

ويمكن والله تستحق الاستياء لخلوّ الساحة (من حاجات كتير والله مش فيلم رعب حلو وبس) واضطرار الواحد لتخفيض معدَّل الجودة المأمول.

الخلاصة ان التليفون الأسود فيلم رعب محكم، مسلي، ولو ركزت فيه ممكن تشوف فيه أكتر مما يبدو عليه.


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.