| 2 comments ]

لقد قررت أنني أريد التدوين الآن، والتدوين عن عيد الحب أيضاً! أنا لست من كُتاب المناسبات، ولا أحب كتابة المناسبات على أي حال.. الكتابة في شم النسيم، والكتابة في عيد الفطر، وعيد الأضحى.. يذكرني الأمر بحصة الرسم، عندما تطلب منك (الأبله) أن ترسم موضوعاً عن المولد النبوي الشريف، وتكون الخلاصة غالباً هي: عروسة المولد..

وربما أنا (أتلكك) لكي أكتب.. من يتابع المدونة؛ يعرف أنه لايتابعها؛ لأنها نائمه أغلب الوقت! ربما هي فرصة لكي أكتب عن أي شيء.. الكل يكتب الآن عن عيد الحب، وعن الهدية التي سيهديها لحبيبه، وحتى (السناجل) قرروا أن قضاء الوقت في السخرية من الفالانتاين، هو أفضل مايمكنهم فعله، وحتى الذين يروا أن الإحتفال بعيد الحب "حرامٌ حرامٌ حرام" لايتوقفون عن الحديث -هتخشوا النار ياكفره- حتى أن الحديث عن الثمانين جلدة، وجزاء المحتفل، والمهنئ، وجالب الهدايا وبائعها، أصبح من طقوس الإحتفال بهذا اليوم..

وربما هي فرصة لاستحضار المأساة التي يؤمن كلٍ منا أنه يعيشها.. عن نفسي كنت محترفاً في ذلك، وكنت أحرص على الجلوس وحيداً في كل مناسبة؛ لأذكر نفسي بوحدتي، وأن الجميع في الخارج يقضون ليلتهم مع من يحبون.. الآن صرت أرى هذا سخيفاً، وأصبحت لا أبالي بعيد الحب أو غيره.. لكن تعرفون؟ أعتقد أن المبالاة شيء مهم، المبالاة أفضل؛ لأنها تضمن لك ألا تتحول (لشيء) وألا يجف الدم في عروقك.. اللامبالاة كما تخدمك، تكلفك الكثير..

ربما أريد الكتابة عن عيد الحب؛ لأذكر نفسي بكل بنت اعتقدت وأوهمت نفسي؛ بأني أحبها من طرف واحد.. كنت أدري أن هذا غير صحيح، لاهي تحبني ولا أنا أحبها، لكن رغبة أن (تبدو) مثل غيرك مغرية.. أن تدمع عيناك عند سماعك أغاني عمرو دياب، وأن تطل من النافذة ليلاً، وتقف طويلاً تفكر بها، وتسترجع ملامحها.. وتراقبها خلسة، وتشيح بنظرك عنها بسرعة، عندما تشعر أنها ستنظر نحوك.. والغيرة عندما تشاهدها وهي تضحك مع غيرك... كلها أوهام، وكنت أعرف ذلك، لكني -مرة أخرى- كنت أريد أن أبدو مثل غيري، وحتى لو لم أتحدث مع إحداهن مرة واحدة، أكون قد فزت بحالة زائفه لقلب محطم "كنت بحبها من طرف واحد، بس مكانش عندي القدرة لمصارحتها، ويوم زفافها هقعد فوق السطوح، أسمع زغاريط فرحها، وعينيا تدمع.. ومفيش مانع من إزازة بيره، وسيجارة حشيش، وصديق أو اتنين يطبطبوا عليا"..

طيب لماذا أريد الكتابة عن عيد الحب؟ ربما لأتعجب من هذا المخلوق الذي أكونه، وأنظر كيف أنني الوحيد -فيه زيي كتير بس انا بحب اعتقد اني الوحيد- الذي لايعرف كيفية الحديث مع فتاة! في المعهد الذي أدرس فيه، وفي أول يوم دراسة، تملكني ذهول شديد؛ إذ وجدت أن 90% من الزملاء (صاحبوا) وانا لأ! يعني أنا لازلت لا أفهم، كيف يمكن أن تتحول وفتاة لصديقين؛ وتصبح كأنك تتحدث مع واحد صاحبك، وتضحك مع واحد صاحبك، وتضرب كفك بكفها كأنها واحد صاحبك.. لأ وفي أول لقاء! لايخطئ أحدكم الظن؛ ويحسب أني لازلت أملك الرغبة لفعل ذلك.. أنا الآن أكتب بأصابع من جليد، وكل ماهنالك أني أريد اكتشاف السر.. أعتقد أني أعرف السر.. العديد من الأحداث التي أدت لذلك.. وكما أقول في روايتي اللي مش عارف اكملها:

 "هل يمكن للندوب الطفيفة التي يحدثها فينا الزمن، أن تتحول في يوماً ما إلى جرح كبير، لاينزف دماً؟."

ويمكن لأنني أريد الحديث عن الفراغ الذي أشعر به في الكثير من الليالي مؤخراً.. كأن هناك مكان مخصص لإحداهن بين أحضانك، لكنها ليست هنا لتملؤه.. أشعر به حقاً؛ لدرجة اعتقدت معها أن هذا الشعور في جيناتنا، منذ خلق الله آدم وحواء.. مثلما شعر أبينا بالخوف من الأرض، والظلام، وتغير المكان، بالتأكيد شعر بحاجته للحضن والرفقة..

حلم 1:
كأنني كنت جالساً في حافلة، في المقعد الخلفي، وهناك من ترتدي الأحمر، أحتضنها وتحتضنني ونمسك بأيدي بعضنا بقوة؛ بقدر حاجتي الشديدة لها.. وعندما يحين موعد نزولها من الحافله، تنهض، وتتوجه لباب الخروج، لكنها تتوقف، تعود، وتطلب رقمي، أكتب لها الرقم، وأذكر أنه كان رقمي فعلاً.. تأخذ الرقم وتسير نحو الباب، وقبل أن تخرج؛ تنظر لي، أحرك يدي كأنها هاتف، وأقول لها: كلميني.

حلم 2: 
أمسك رأسها بيدي، وتفعل هي المثل، نلصق رأسينا ببعضهما، في وضع نصبح فيه في مواجهة بعضنا، ونبكي.. بعد ذلك؛ أرى نفسي طائراً وتحيط بجسدي دوائر ملونة؛ كأنها ألعاب ناريه.

أو ربما لأنني كنت أريد تذكر هذين الحلمين.

لم نكتشف بعد السر الذي يدفعني للتفكير في الكتابة عن عيد الحب.. رخامة؟ فراغ؟ أو ربما لأنني كعادتي؛ أحب بين الحين والآخر، تلخيص نفسي في صفحة واحدة.. أو هي الحاجة للتطهر والخلاص من الشيء، وإغلاق الباب جيداً وراءه..

الخلاصة أنني أنا (مصطفى اليماني)، في عيد الحب لعام 2013 أقول:

"لاتعليق.. معنديش أي حاجة اقولها!"


14 فبراير، 2013


التعليقات : 2

غير معرف

جميل.. ومازلت متابع على فكرة
أنت بتعبر عني ف حاجات كتير

نادر

مصطفى اليماني

أشكرك جداً يا نادر؛ على قرائتك ومتابعتك.. شيء يسعدني انه يكون فيه حد لسه متابع المدونة (شبه الميتة)، وشيء يسعدني أكتر كوني بعبر عنك في بعض الأشياء.. أعتقد انها مسؤولية كمان؛ تجبرني على مواصلة التدفق الروحي والعقلي في التدوينات؛ لكي أستطيع مجاراة مشاعر الآخرين.. رؤية نفسك في كلام غيرك، بتعتبر مشاركة غريبة من نوعها، فريدة للغاية..

تعليقك نور المدونة ياصديقي :)

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.