| 2 comments ]

الساعة الآن 2:30 بعد منتصف الليل، وأنا جالس أحدق في شاشة الكمبيوتر الآن.. في الواقع، كنت أجلس أحدق في شاشة الكمبيوتر، لكني الآن أقوم بالتدوين، لكنكم تفهمون ما أعني بالتأكيد، أو أنا أفترض ذلك على الأقل.. على كل حال، كنت أقول أني جالس، وحدي، أحدق في شاشة الكمبيوتر، وأتسائل عن الذي يجب أن أفعله.. هل أقوم بمشاهدة فيلم، أو حلقة من مسلسل، أو أحاول قراءة بضعة صفحات من شيء ما، أو أختصر كل ذلك، وأحاول النوم.. كان هذا قبل أن أسحب عود تفكير آخر من الحزمة الكاملة.. في ماذا يجب أن أفكر؟ قد يبدو هذا غريباً، لكني سأفترض أنك لن تفكر بأنه غريباً؛ لأنه حدث معك أيضاً.. على أي حال لم تكن الخيارات كثيرة، أو هكذا أعتقد.. فكرت أن أفكر في حياتي البائسة، الفارغة، المليئة بالترهات، والأفكار القذرة الأخرى، لكني فكرت بعد ذلك؛ أن هذا سيكون نمطياً جداً، وأنا أكره النمطية.. فكرت أن أتجرأ وأقوم بفتح الرواية التي أعمل عليها، وأقرأ ما كتبته، وأرى إن كنت سآخذ قراراً بتمضية الليل وجزء من الصباح في الكتابة كعادتي، لكني فكرت أن هذه ستكون فكرة سيئة على الأرجح؛ لأني لست في مزاج جيد للكتابة، أو التفكير في الكتابة بالطبع.. كتابة الروايات على الأقل.. لم أقم بفتح ملف الرواية حتى؛ لأن لدي هذا الوسواس، الإعتقاد.. الإعتقاد بأن لعنةً ماستصيبني، لو أغلقت الملف، بدون الإضافة على ما يحتويه من كتابة.. لذلك لا أفتح ملف الرواية؛ إلا إذا كنت أنوي حقاً الكتابة.. لا أعرف إن كان الأمر حقيقة، أم مجرد خرافة، لكني أميل لكونه خرافة، وفي نفس الوقت أرفض تركه يمضي.. وأتسائل إن كان هذا نوعاً من تكوين ذلك الـ"الشيء الغريب" الذي يحب كل كاتب صبغ نفسه به.. لقد قابلت الكثير، وقرأت عن الكثير، وأعرف أن عدد لا بأس به من الكُتاب، يحبون الزعم بأن لديهم هوس معين، أو طقوس معينه، أو أي شيء (معين).. لا أعرف إن كنت أحب الإنضمام لهذه الشلة، لكني أعرف أني أكره النمطية.. 

كماقلت: الخيارات المتاحة قليله، وربما هذا يعبر عما أكونه حالياً. أنا الآن أمضي ماتبقى لي من وقت، قبل امتحانات نهاية العام.. عامي الأخير في الدراسة.. سنة التخرج، وكل ما أفكر فيه: ماذا سأفعل بشأن تلك البدلة التي من المفروض أن أرتديها عند خوض مناقشة مشروع التخرج.. أنا لا أملك بدلة، ومتأكد أن شكلي سيكون مضحكاً للغاية وأنا أرتديها، وغالباً سأكون دعوة مفتوحه للسخرية في ذلك اليوم.. لا أعرف إن كان ماينقصني هو ذكرى سيئة كبيره، أسترجعها كلما جلست لأرثي لحالي.. ولا أعرف السبب الذي يجعلهم يجبروننا على ارتداء بدلة لمناقشة مشروع تخرج، يمكنك أن تقوم بصنعه في 5 دقائق، وبالتأكيد الكلام عنه لن يزيد عن الدقائق الخمس.. لكن التفكير في السبب لن يحل المشكلة..

أنا حالياً، أقضي أيامي في مشاهدة الأفلام، والمسلسلات الأجنبية، وأحرص على توزيع وقتي بالعدل، مابين التلفزيون والكمبيوتر.. العدل مهم دائماً.. آكل أكثر من اللازم، وأصرف أكثر من اللازم (على الأكل)، وأقلب كل يوم في كتبي، التي أتركها قبل إنهاء مقدماتها حتى.. أنظر في الساعة طوال الوقت، وأحسب الدقائق، والوقت الذي أستطيع فيه رؤية أكبر كم من حلقات Fringe، أو Breaking Bad.. أشعر أن وقتي أصبح قليل.. لا أخرج، ولا أتلقى دعوات للخروج، وأصبحت منقطعاً عن كل من عرفتهم طوال فترة دخولي لعالم الأدب الصغير، المكون من مجموعات صغيرة من الشباب، يحلمون طوال الوقت بفعل شيء كبير، ويقرأون لبعضهم، ويتملقون بعضهم، ويلعنون بعضهم. 

قبل فترة قليلة، كنت أحلم كل يوم، وكانت أحلامي من ذلك النوع الذي لا أعرف له اسماً، لكنه يعذبني في كل مرة.. أحلم أني مع فتاة، وتكون فتاة أتمنى أن أحدثها، أو فتاة لم أرها أبداً.. لا نكون معاًفي أوضاع حميمة، لكننا نجلس فقط؛ لنتحدث، وتتدفق مشاعرنا، مشاعر أحتاجها بشدة، وأعمل على قتلها كل يوم؛ لأني أدركت منذ زمنٍ؛ أنني لن أحصل عليها، ولا أملك القدرة على البحث عنها.. رغبة، تتعدى رغبة الجنس.. مشاعر مفتقده.. أن تشعر كأنك قطعة بازل ناقصة، لن تكتمل إلا بأخرى، لكنك كمريض السرطان؛ الذي صار ناضجاً وكبيراً كفاية؛ ليوقن أنه لا أمل له.. لذلك يقتل الحاجة، الرغبة، الحلم..

أحلم أيضاً بأشخاص من طفولتي، أيام المدرسة الإعدادية بالذات.. كانت من أصعب أيام حياتي المكونه من أيام صعبة طويلة كما هو متوقع، لكني أشتاق لأشخاص بعينهم.. 

لا أعرف كيف يجب أن تنتهي هذه التدوينة، وهل يجب أن تنتهي حقاً، ولماذا بدأت.. يبدو هذا معبراً جداً، عن حالتي.. لا أعرف لها اسم، لكن لها أوصاف.. كيف ستنتهي سنتي الأخيره، وماذا سيحدث بعد ذلك؟ الجيش، البحث عن عمل.. لن أفلح في الجيش بالتأكيد، مجرد النطق بالكلمة، يصيبني بالضحك.. لا أضحك حقاً، لكن أعتقد أنه يفترض بي ذلك.. ولا أعرف ماهو العمل المناسب لي، ما الذي أجيد فعله.. لا أستطيع بذل مجهود، ولا أتقن حرفة؛ كما تقتضي قوانين العمل لدى الأسر المتوسطة، التي تسكن مناطق شعبية.. هل ينتهي بي الأمر مثل والدي، في المحل؟ كنت أحاول الهرب دائماً منه، وآمل أنني سأتحرر يوماً من تلك الذكريات التي ساهمت في جعلي مشوهاً.. 

أبناء يلومون آبائهم، الذين يلومون آبائهم بدورهم.. هذا سبب من ضمن أسباب كثيره؛ تجعلني أتمسك أكثر برفض مجرد التفكير في الزواج.. لماذا أنجب للعالم، طفلاً يلومني؟ ولماذا أتوقع أنني سأكون أباً جيداً له، بخلاف أبي؟ وهل كان أبي نفسه، يخطط لأن يصبح "شريراً"؟ سيكون شيئاً مضحكاً بالتأكيد.. لاتفترض أنه لمجرد كوني مثقفاً قليلاً؛ أني لن أصبح شريراً.. د.هانيبال ليكتر يأكل لحوم البشر، وهو مثقف وطبيب نفسي.. أعرف أنه شخصية خيالية، لكن هناك من يشبهه في مكانٍ ما في العالم بالتأكيد.. أو أنا أفترض ذلك فقط..

أتمنى لو أن التدوين يساهم في فقدان الوزن.. أتمنى لو أنني أتلقى مقابله المال.. أتمنى لو أنه يمحي الوساوس، ويصحح مايمكن أن أكونه، ويريني المستقبل..


مدونتي يامدونتي.. ماذا سأكون؟ ماذا أكون؟


20 إبريل، 2013


التعليقات : 2

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.