| 2 comments ]

أنت على وشك تعلم كيفية إخافة قراءك. أنت على وشك فعل ذلك بطريقة حسنة، وستستمتع بكل دقيقة، كل ثانية، وكل فيمتو-ثانية. أنت وحدك سوف تكون مسؤولاً عن انهيار عصبي جماعي للجنس البشري بأكمله.

لأن هذا هو مانفعله، حسناً؟ أفهمتني؟

1. كاتب الرعب: أعرف نفسك

قبل كل شيء، يجب أن تهبط إلى مخاوفك الغريبة، ولترى ماذا سينبع منها. ألقِ نظرة مقربة، تناول مشروب قوي إذا تحتم عليك ذلك، ولكن اسمح لمخاوفك بالخروج من البئر المظلمة من عقلك الباطن، وأخضعهم للمرحلة رقم 3.

وجهة نظري هي: أنك حتى تعرف مخاوفك الخاصة، وطريقة التصدي لها، كماكنت تفعل، فإنك لن تخيف شخص آخر حقاً (حسناً، ربما قد أعطيت العمة ميلدريد سبباً لتنتفض صارخة في منتصف الليل لكنها لاتقرأ سوى روايات الكاتبة الرومانسية باربرا كارتلاند ولم تكن تعرف ما الذي وضعت نفسها فيه حينما وافقت أن تجرب القراءة لك).

2. تواصل مع حقيقة خوفك

بمجرد أن تخرج مخاوفك من داخلك وتصبح أمامك، وعندما تصبح صديقاً جيداً لها وأفضل من أي وقت مضى (وبالتأكيد لاترغب في أن تصبح ودوداً معهم)، ابدأ في طرح تلك الأسئلة على نفسك: كيف أكتب تلك المخاوف؟ كيف أدفع شخص ما للشعور بنفس الطريقة التي أشعر بها؟ كيف أصله بأفضل أصدقائي. ماهي الكلمات الخاصة التي تناسب هذه المخاوف؟

فلتدرك أن الإختيار الصحيح للكلمات مهم جداً -لاتلقي فحسب بتلك الكلمات القديمة التي كنت تستخدمها على مر السنين على الورق، فلتجد بعض الكلمات الجديده. و لتصغِ إلي: نحن نتحدث عن الوصف الأدق للشيء الذي يسبب الخوف وليس وصف الإحساس بالخوف نفسه.

إنه شيء مختلف تماماً.

إذا كنت تخاف من المقابر، فالخوف يتمثل في الظلال التي تزحف على شواهدها، اللسعة البارده من الهواء، ضجيج الحجارة تحت الأقدام، الضوضاء التي تأتي من جهة اليمين والتي يمكن أن تكون يد عظمية تزحف خارج التربة. حسناً، أفهمتني؟ أسطرت العبارات فوق الورقه؟ الكلمات الصحيحه وليس كليشيهات قديمة؟  ألك أن تبدأ في الحصول على الفكرة الآن؟

3. الآن أنت تعرف مخاوفك جيداً عزيزي الكاتب...

اختر الأشياء المخيفة الشائعة. الناس يخافون أشياء كثيره، وإناس كثيرون يخافون الأشياء ذاتها. أكثر الناس يخافون الظلام، وأنا لا أعني شارع أو بيت في الليل، بل أعني حجرة قاتمة. ضع أي شخص في غرفة مظلمة (حسناً، باستثناء شخص أعمى) وسوف يصبح متوتراً جداً.

أكثر الناس لا يخافون الآيس كريم، لذلك فإن آيس كريم قاتل لن يجعل أحداً يبلل سرواله (عدا مجموعه قليله من أشخاص متنوعين من الذين لايجب أن يُسمح لهم بقراءة الرعب على كل حال).

الأفضل من ذلك: خُذ شيئاً يشعر الجميع معه بالأمان، وأضف به عنصر آخر مخيف. فلتأخذي باقة من الزهور الجميلة التي ابتاعها لكِ صديقكِ وضعي بداخلها 6 أرجل غريبة، خُد غرفتك الخاصة وأضف ظل جديد وغريب في إحدى زواياها، أو ضع شيئاً تحت الفِراش.

هذا هو مانفعله ككتاب. نحور الموضوع بحيث يصبح قاتماً ومخيفاً قليلاً، فيصبح هو نفسه لكنه ليس كذلك بالضبط. وهكذا حيث تصبح الأمور خادعة. اسأل نفسك كيف يمكنك تحويل تلك المخاوف التي شعرت بها من قبل إلى سيناريو الرعب الخاص هذا.

4. المنازل المسكونة والطرق المنعزله

الإعداد مهم جداً. أراك تقول: بلا مزاح، أيها العبقري، أسمعك تثرثر في انسجامٍ تام. كل كاتب رعب مبتدئ يعرف هذا. إذن، أين تدور أحداث قصتك؟ منزل قديم مهجور؟ قبو قديم، معتم؟ إنها كليشيهات بالطبع، لكن الجميع يعرف كيف تبدو المنازل المسكونة، حتى لو لم يسبق لهم وعلقوا في واحد.

لكن ماذا عن أدوات أكثر اعتيادية؟

منزل عادي على سبيل المثال؟ سوبرماركت؟ مستشفى؟ شارع المدينة في الصباح الباكر؟ أي مكان يمكن أن يصلح للرعب. اختر واحداً يعرفه قارئك جيداً، وقم بتحويره. إنه الشارع الذي يقع قرب منازلهم، لكنه الآن أصبح خطيراً بشكل مفاجئ؛ لأنهم يمكنهم الشعور... بماذا؟ إنه مركز التسوق الذي اعتادوا الذهاب إليه، لكنه الآن مليء بمخلوقات خبيثة. إنه أي عدد من الأشياء الآمنه، التي أضحت خطيرة وصادمة، بقوة قلمك العظيم.

5. خمس حواس للرعب، لا واحده

حواسك مهمة أيضاً. يملك الناس خمس حواس، وليس فقط الإبصار. يمكنهم الشم، يمكنهم السمع، يمكنهم اللمس، يمكنهم التذوق. تجاهُل أياً من تلك الحواس يقع على عاتقك. فكر في نفسك، أياً من الإضافات الخمسة، يمكن أن يضيف رعشة أخرى إلى الرعب في المشهد الذي تكتبه، ولا تخشى اللعب حول هذه الأمور. لكن ركز تفكيرك على أن الإبصار ليس كل شيء. بخلاف الفيلم يمكنك تجربة أي شيء في الكتاب، تحتاج فقط أن تكون قادراً على وصف ذلك.

6. فلنجلب الرعب يا عزيزي!

حان الوقت لبناء كل ذلك التوتر. إن الخوف يعني بناء التوتر داخل القارئ. يمكنك أن تخرج بـ"آااااااااااه" من فيلم بين الحين والآخر، خاصةً مع المراهقين سريعي التأثر، لكننا أكبر من استخدام تلك الأمور. ماتحتاج لفعله -وهذا ربما أصعب شيء في الرعب- هو البناء التدريجي للتوتر حتى تصل بقارئك لنقطة الصراخ.

إن التأهب لشيء سيء هو أكثر قوة بكثير من وقوع الأشياء السيئة نفسها.

إذن، يجب أن تصعد الأمور أكثر فأكثر. فكر في ركوب القطار السريع. أنا شخصياً أكرهه، إنه يجعلني أشعر بالمرض ويصل بي لنقطة حيث أكون سعيداً جداً لو مت. لكن الشيء الجيد في القطار السريع هو أنه لديه الصعود (الذروة) والهبوط. سوف تصرخ مثل الجحيم عندما يهبط بك وعندها سوف تطلق زفرة ارتياح لأنك نجوت، وقبل أن تملك الوقت للإرتياح، سوف تواجه الذعر مرةً أخرى مثلما واجهته عندما كان القطار على القمه؛ لأنك تعرف ما الذي سوف يحدث ثانيةً.. بالتأكيد سوف تفعل، وعندها سوف تصرخ برعب مرةً أخرى... كتب الرعب يجب أن تكون مثل هذا، تصاعد مستمر للتوتر حتى تصل للأمر الكبير، السقوط الأخير.. ويا صاحبي، يجب أن يكون سقوطاً لا مثيل له.

7. الكُتّاب والإستجابة للخوف

عملك هو الحصول على رد الفعل وليس وصفه. عندما تكتب وصفاً عن قلب شخصيتك الرئيسية وهو "يضخ مثل المكبس"، لن تجعل قلب قارئك العزيز يفعل المثل (وبالمناسبة، لو رأيت وصفاً آخر لضربات القلب والقشعريرة سوف أقلي دماغي في الثوم وزيت الزيتون).

إذا كنت قد أديت عملك بالفعل، فإنك لن تحتاج لوصف تلك المشاعر لأقصى درجة. حسناً، يمكنك وضع القليل هنا أو هناك، لكن إذا لمست جوهر المخاوف لشخص ما، فسوف تقوم هي بفعل ذلك لك. ثق في، اسأل مجرب...

8. كاتب الرعب يجب أن يُقدم دائماً على إرهاب (إخافة) قارئه

وأخيراً، وهذا ينطبق على كل كتاب كُتب أبداً: قدم للقارئ ماوعدته به. لاتتخطى الأمر لمجرد أنك لا تجد الكلمات المناسبة أو المشهد المناسب أو لأن الأشياء المخيفة قد نفذت منك. قارئك لن يسامحك إذا سمحت لبطلك بالتعثر داخل الممرات المظلمة لصفحات طويلة ليجد في النهاية باباً يؤدي إلى قسم المعجنات في أحد المتاجر.

إذا كنت تتجه إلى كتلة ثلج هائلة مصحوبه برجل ثلج بغيض، يجب عندها أن تجعل تلك اللحظة هي الأكبر والأكثر إرعاباً في الكتاب كله. إذا لم يتم دفع بطل روايتك إلى نقطة الإنهيار، سوف يشعر قارئك أنه قد تم خداعه، وهذا مايجب عليه الشعور به. إنه مثل أن تصطحب للبيت علبة كبيره من الكعك لتكتشف في النهاية أن العلبة لاتحوي سوى فتات كريمة الكاسترد. أنت بدأت هذه الرحلة المجنونة... لاخيار أمامك سوى الإيفاء بماوعدت قارئك به في بداية الرحلة.

وإذا لم تفعل... حسناً، بصراحة سوف تحرج ملاحظاتي الصغيرة عن الأشياء المظلمة القذرة.

تستحق الظُلمة أن تُعامل بمزيد من الإحترام من ذلك..


من مدونة: fecklessgoblin
مصطفى اليماني
4 ديسمبر، 2014


التعليقات : 2

غير معرف

ممتع جدًا يا ياماني، وتخلي أي حد بصراحة نفسه يكتب رعب :)

النطة 8 اهم واحدة في رأيي، لإنها بتنتهك حاليًا كتير جدًا بدعوى التجديد وتكسير القوالب، وبتخرج لنا أعمال (روايات وأفلام) من وجهة نظري مشوُّهة.

نادر

مصطفى اليماني

@غير معرف
أنتِ فين يا نادر، انا كنت بدأت اتوغوش!

تسلم لي ياصديقي يارب. والرعب يفتح نِفس أي حد الصراحة :)

بالنسبة للنقطة 8 فهي بتنتهك فعلاً هي وأغلب النقط هنا أصلاً. الجيل الجديد زي ماعمل إنعاش في نواحي معينة، فهو نيلها في بعض المناطق للأسف.

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.