نُشر هذا المقال، أو النص عموماً، على فيس بوك لأول مرة، وكانت تقريباً المرة الأولى التي يلقى فيها شيء أكتبه هذا الرواج والإعجاب، من شير ولايك وتعليقات وخلافه، الحقيقة أن ما لاحظته منذ بدء كتابتي للنصوص ذاتية أعتمد فيها على الصراحة المطلقة؛ أن ذلك النوع من الكتابات نجح أكثر من غيره، سواء كانت قصصاً أو مواضيع أخرى عموماً. لا أعرف معنى هذا، ولم أحاول التفكير في أسباب أكثر من أنها كتابات جيده والسلام، وربما لأنها تشارك وجعاً لم أخوضه وحدي، لقد كففت منذ زمن عن فكرة أنني "متفرد" في بعض النواحي، وآمنت أن هناك الكثيرين من كل نوع، فقط كل واحد منا يحس الأمر بطرقه الخاصة، فمنا من يصب جازاً على نفسه ويشعل قداحه، ومنا من يخرج في مظاهرة بائسه، يائسه، ومنا من يكتب نصاً، وهذا أضعف الإيمان!
أتعرفون؟ لقد اعتزلت الجدال، وصرت أسمع حوارات الناس حول السياسة والدين، وأهز رأسي وأحرك حاجبيّ في قبول أو حيره، لم أعد أشترك في شيء كان أمره مقضياً، ومحاولات لن تحقق شيئاً، لكني أحاول الإعتدال قليلاً، فأنا أعلم جيداً عن نفسي، أنني لا أحب الصمت، فأنا -رغم كل شيء- أعشق أن أصرخ أحياناً: أنا هنا، أنا هنا ياحمقى ولدي ما أقوله، أنا أستحق الظهور، وأستحق بعضاً من وقتك الثمين.
أقول لكم شيئاً؟
مؤخراً، فكرت جدياً، في اعتزال الكتابة!!
أؤمن أنني لم أبدأ بعد لأعتزل، لكن الكتابة شيء مؤرق ومتعب لأمثالي، وكلما حاولت التبسط معها ومصاحبتها، فشلت، أجذبها من ذراعها قائلاً لها: ماتيجي يابت، هنقضي وقت ظريف مع بعض، فيه إيه؟ لكنها تتمنع، عايزة تعمل نفسها شريفه..
لكنها تفاجئني بالـ "هارد كور"، وأصير وقتها كشخص أمسك على بطنه ومؤخرته طوال طريق طويل، يرفض التصرف تحت كوبري، أو في حمّام جامع، في انتظار العودة إلى المنزل، وإطلاق العنان لنفسه وبدء عزف منفرد، من نوعية الـ Good Shit كما يقول رفقاء الدرب الأمريكان.
على كلٍ، أعيد نشر هذا النص على المدونة، لعدة أسباب، أولها: أن الفيس بوك بحرُه واسع، تيهٌ كبير، لاعزيز لديه، لكن المدونة بيتي الصغير، شيء لامم نفسه كدة، على أدي، بينما الفيس بوك زحمة كتير، وعيال لابسه الطراطير..
ثانياً: ربما يكون هناك من لايستخدمون فيس بوك حتى الآن!
ثالثاً: لأني الحقيقة معجب بالنص، وعايز احاول الفت نظر الناس تاني ليه!
رابعاً: أنا حر والله!
المهم، هاهو المقال، أنقله كماهو، وهاهو رابطه على فيس بوك لمراجعة التعليقات الكريمة.
المتلقون من الخلف (18+)
المتلقون من الخلف، الشواذ جنسياً، مثليوا الجنس، اللوطيون، جِايز، فاجز، مِن هو تيك إت إن ذا آس، الملعوب في أساساتهم غصباً وطوعاً، البسكلتة، العجله، وأي شيء يتفق.....
مرحباً!
ألا تعرف من أنا؟ أنت تعتقد أنك تعرف من أنا، صحيح؟ لذا سوف تعتقد أنني
مخبول أو نرجسي، أليس كذلك؟ أنت تعرف أنني أنا وهذا يكفي، لكن لابد أنني
داعبت فضولك ووعدتك مسبقاً بأكثر مما يبدو الأمر عليه؛ لذلك سأعترف لك
الآن:
أنا مصطفى اليماني، وأنا متلقي من الخلف..
والآن وبعد أن جذبت انتباهك فلتسمح لي بالقليل من الحكي، أعدك أنني سأتطرق لِمَ تُحِب أن تسمع، لكن ليس الآن، فقط بعد سطورٍ قليلة.
اسمي
هو مصطفى اليماني، أعيش في حي شعبي، حديث التخرج وبلا عمل، وأعتقد أنني
أكثر شخص على وجه الأرض يحب أن يكون مثيراً للشفقة، نواح ومنتحب، يروق له
الحديث عن معاناته في كل سطرٍ يكتبه.. أو هذا ما أعتقده في نفسي أحياناً
على الأقل، أنت تعرف، هناك تلك اللحظات التي تكون فيها "الرجل"، "توف جاي"،
"مان هو نو كير"، فليحترق العالم ولتذوب جلود سكانه وتبرز عظامهم
المتفحمة؛ لأنني لا أهتم... هذا هو الأمر، في لحظة تقفز تحت غطائك مرتعداً
من العالم وماقد يسببه لك من ألم، وفي اللحظة التالية تجد نفسك تسير على
مهل، تنفث دخان سيجارتك ببطئ وتلقيها وكأنك ستفجر مستودع الأنابيب من
خلفك.. وتكمل المشهد بالسير البطيء..
ثرثرت
من قبل عن مصطلحات وكلمات مثل: الخروج الإجباري، ومابعد التخرج، والأشخاص
الذين يسيرون حسب جدول ومنهج طوال ربع قرن ويجدوا أنفسهم "كالمتاخد" عندما
يتخرجون من الجامعة ويعرفون موقفهم من الجيش ويكون مطلوباً منهم التحول
ليصبحوا مثل آبائهم.. تظل طوال حياتك تهرب من صورة والدك متابعاً "لن أعيش
في جلباب أبي" بحماس؛ لتجد أنك ستكون محظوظاً لو أصبحت هو.. أعني... لم يكن
أباك سيئاً طوال حياته، لم يكن الشرير دائماً، لم يولد كالشيطان الأعظم في
بداياته، بالتأكيد كان شاباً مثلك يحلم بأن يتزوج ويقضي بقية حياته
سعيداً... لكنك عندما تراه الآن، ترى أحد الجبابرة الأغريقيين، زيوس، الثور
الذي يحمل العالم، تراه وهو ينهار ويبكي ويعلن أنه لم يعد يستطيع التحمل،
وأنه سئم عمله، و: ياريتني ما اتجوزت ولا خلفت...
يجب أن تسري رعشة في جسدك وتشعر ببرودة أنفاسك، صحيح؟ يبدو الأمر مثل: أحييييه، أما ابويا اللي جابني بيعمل كدة، أمال انا "العيل ابو شخة" هعمل إيه؟!
لكنني
ابتعدت كثيراً عن أصل الموضوع، ابتعدت عن القصة التي وعدتك أن أحكيها لك،
اعذرني، لكني سأخبرك حتماً كيف تحولت من كل الأشلاء المتناثرة التي ثرثرت
لك بها في الأعلى إلى:
المتلقي من الخلف
وكأي
شاب بلا مهارات ولا خبرات ولا يملك 5000 جنيه ليتلقى كورسات، كانت رحلة
بحثي عن عمل تشبه تلك التي خاضها فرودو ليلقي الخاتم في نيران جبل الهلاك،
المشكلة أنك وحدك، بمفردك، لايوجد ساحر ليمد لك بيد المساعدة، ولا أصدقاء
يحموا ظهرك، ولا أقارب يخبروك أن "كل شيء سيكون على مايرام"، واجهت الأوركس
والغيلان والعفاريت وساورون منفرداً..
الأوله آه:
تتلقفك
أيدي شركات الكول سنتر بصدر رحب، يخبرونك أنهم سيعطونك الخبرة، سوفت
سكيلز، ذا واي تو هاندلينج، أند ذا واي تو فك ذا كاستمر بيتوين هي ريلي
إنچوينج ويز ذات. تأمين صحي، تأمين اجتماعي، تأمين على الحياة، زيادات،
حوافز، قروض، والحياة بقى لونها بمبي وانا جمبك وانت جنبي.. تذكر كل ذلك
بينما تمشي خارج الفلوور، المشية الأخيرة بلا عودة إلى ذلك المكان، ترى
الفرحة التي غمرتك في عيون الموظفين الجدد، الحماس الذي تملكك وأخبرك أنك
ستكون يوماً شيئاً ما، تفكر أنك كنت ساذجاً حقاً، كيف لم تستوعب كامل
الأمر؟ كيف وجدت كرسيك فارغاً في انتظارك في يومك الأول؟ العديد من
التوابيت الفارغه تعني أن العديد من قبلك قد ماتوا.. هاهو ميت حي آخر يأتي
ليأخذ مكانك، ديد مان ووكينج، مايجعله يعتقد أنه مميزاً هو استيقاظه كل يوم
على أغنية: اتقدم، اتقدم وكفاية بلاش تتندم.
والتانية آه:
تشتغل
وانت تعبان احسن ماتقعد في البيت، آهو أحسن من مفيش، ماتنزل تتمشى شوية،
مش هتدور بقى؟؟؟؟؟ تفتح عينيك.. مر شهر وأكثر وأنت هو أنت والناس هم
الناس.. مطلوب داتا إنتري، مطلوب فرد أمن، مطلوب مندوب مبيعات، مطلوب القبض
على مؤخراتكم البدينه لنتسلى بالعبث بها قليلاً ونتخلص منها بعد أعراض
الشرخ الشرجي والنزيف. ماحدث هو أن: ألوه، كنت قريت إعلان انه مطلوب أفراد أمن بـ1400 جنيه- تمام، حضرتك ممكن تيجي مقابله دلوقتي؟- دلوقتي؟! خليها بكره أفضل- تمام، طب اكتب العنوان.
مكتب "حرفين انجليزي لامعنى لهما غالباً" في ميدان "حيث سيتلقفك حجرنا
بصدر رحب" من شارع "انت فاكر ان انا وانت بس اللي كدة؟ في كتير زينا أوي
كدة". وبعد انتهاء المقابله تصرخ قائلاً: هتكوا عرضي يامولانا. مكتب
التوظيف الذي يخبرك أن تملأ الأبليكيشن، ثم يخبرك أن ثمنه 10 جنيه بس، ثم
تدخل "للريسه" التي تخبرك أنك ستقف 12 ساعة في مكان يبعد عن بيتك ساعتين،
مقابل 1300 جنيه -هما مش كانوا 1400؟ فيه 100 جنيه ضرايب- وبمواصلات أكثر
من 10 جنيه يومياً... وحش متروحوش. ثم يفعل بك مافعله العيان بالميت عندما
يخبرك أنه يتقاضى 10% من المرتب: حضرتك تيجي المره الجايه ومعاك الفلوس والورق. المره الجايه: الفلوس معايا والبضاعة كمان معايا، طيب خد الرقم ده اتصل بيه بكره وقول له انك تبع اللي تبعه، وبكره: لأ احنا مش عايزين أفراد دلوقتي، ارجع لمدام انشكاح خد فلوسك، مدام انشكاح: آاااااه يافندم، طيب لحظة هشوف لك حاجة تانية، أنا: لااااااا يافندم كان فيه وخلص، والله لو قمتي بعمل بلو چوب لي دلوقتي؛ لازم آخد فلوسي. ثم ينقلك أحدهم للمرحلة الثالثة.
والتالتة أحوه:
مكتب
سلاحف النينجا للأمن والأمان، يقابلك الرجل الطيب ويخبرك أنه لايتلقي
المال مقابل تشغيل الناس، وأنه يفعل ذلك من أجل الحب والخير والسلام حتى
تشعر أنه سيتقدم على روحه لمسابقة مِس إيچبت، الله ياعمو انت راجل طيب أوي هات بوسه من بؤك، استغفر الله ياحبيبي، تعالى على حجري بس انت وملكش دعوه. ماسمعته هو أن: ستقف
8 ساعات منهم ساعة بريك في أحد محلات الملابس المشهوره، الطريق لن يستغرق
سوى 20 دقيقة من منزلك، والمرتب هو 800 جنيه، حلو؟ طيب تعالى المره الجايه
ومعاك الورق، وفي المره التالية تسلمه الورق وتستلم 3 خوازيق لتلبسهم،
أعني 3 ورقات لتلطع عليهم إمضتك الكريمه، ورقة العهده على الملابس التي لو
نتشت منها فتله سوف نطلب منك (كذا وكذا)، وورقة الشرط الجزائي الذي لو
خالفت أي شيء نطلبه منك حتى ولو كان أن مشرفك يريد أن يقذف على وجهك، سوف
نطلب منك (كذا وكذا)، وورقة أنك وافقت على هذا كله. آه، لكن لايوجد قميص،
اشتري أنت القميص، معيش فلوس، انا معايا مواصلاتي بالعافيه. آه، طيب سوف
أتصل بك بعد يومين حين تصل طلبية الملابس الجديده، وبعد يومين: آه، لم تأتي الطلبيه، اشتري أنت القميص!
وعلى مدخل محل الملابس تقف كالبيه مرتدياً بدله كامله، صاحب المؤهل العالي
وسنين الدراسة والدروس التي كنت تقاضى ثمنها من والدك بطلوع الروح والدم
ودين الأم، تقف وأول مايخطر ببالك هو الطاولة التي تحمل عشرات الكتب في
غرفتك، والأصدقاء الذين آمنوا يوماً أنك "شيء ما" وأهلك الذين آمنوا دائماً
أنك "الفلته" الذي ستخرجهم من الظلمات إلى النور "يافندم، الشنطة لو سمحت، وبعد إذنك رقم تليفونك واسم حضرتك هنا"، تقف وتدرك أخيراً الحقيقة الكونيه الوحيده الثابته، القانون الوحيد الذي يطبق، والذي ينص على: "أنك لن تشعر به إلا حينما يدخل"،
سوف يخبرك البعض انه: زي شكة الدبوس، وانه: في أوّله صعب، وأنك: هتتعود،
لكنك لن تدرك الأمر حينما يصبح بالداخل. ليس لزاماً أن تلف في ساقيه مثل
ثور ليصبح الشغل صعباً، يكفي فقط الإحساس، الشعور الذي يتحول إلى شيء
مادي.. شيء مادي يعبث بالداخل.
بطل أفلام الرعب الشاطر أوي هو الذي يشك في الأمر من المرة الأولى، الشاطر هو الذي يشك من الثانية، لكن تلك الـHR عندما اتصلت بي للمرة الثانية لتخبرني أن إنترفيو الداتا إنتري الخاص بي غداً.. كانت تحدثني وكأنها لم تكلمني مره من قبل، وكأنني لم أخبرها أنني لست مهتماً بالأمر، لكنني في اليوم التالي طبعت السي في وذهبت إلى العنوان وخضت مع عدد من الشباب اختبار السرعة في الكتابة. فرحت حقاً لأنني كنت سريعاً كعهدي بالكتابة على الكيبورد، بعد ذلك ساقونا إلى غرفة اجتماعات صغيرة حيث جلست وعدد من الشباب والفتيات متفاوتي الأعمار "أنا خريج 2011 ولسه بدور، انت خريج كام؟" ووقف أمامنا الرجل الكبير ومساعده، ولكن -والحق يقال- كان الرجل صادقاً: المشروع ده تبع وزارة (كذا)، اللي عايزه تحوّل عقود (كذلك) إلى عقود بالكمبيوتر، مثل شهادات الميلاد يعني، المرتب 1000 جنيه لكن لن تقبضوه كاملاً لو لم تحققوا التارجت، ولو لم تحققوا التارجت بعد شهرين هنقول لكم "مع السلامة"، المشروع مدته سنه وبعدها هنقول لكم "الوداع"..... (صوت صرصور الحقل)، ثم تعبير البلاهة على وجهي وأنا أنظر حولي ولم أجد في الغرفة سواي: هاه، وانت يا (درش)؟ أنا رأيي تيجي بكره تجرب، مش هتخسر حاجة. استيقظت في الخامسة صباحاً، نزلت في الخامسة والنصف، وصلت إلى المكان الذي سينطلق منه الباص في السابعة إلا الربع، وصل الباص ونص، وبينما كنت هناك، جالساً، أحرك يدي على الكيبورد مثل المجنون، فكرت في التقاط نظره بانورامية أخرى، فأدرت رأسي من حولي... كل هؤلاء لايرفعون عيونهم عن الشاشات، ولا أصابعهم عن اللوحات، يمسكون على مثاناتهم ومعداتهم طوال الساعات الثماني، نظرت إلى الشاشة فوجدت عقد قديم للغاية من سنة 80 يبدو أن كاتبه كان صيدلي أو كاتب بالشفره في الأصل... نعم، هاهي الحقيقة الكونيه الثانية تتضح، مشكلة الحقائق أنها لن تأتي سوى بالتجارب ومشكلة التجارب أنها قاسيه دائماً، تترك علامات على جسدك وروحك حتى تستطيع النظر إليها لاحقاً قائلاً في نفسك: نعم، هذا قد حدث لي، هذا ماخضته وتعلمت منه. الحقيقة الثانية هي: أنه سيدخل لامحاله، وستدعوه أنت بنفسك ليعبث قليلاً، وستذكر وقتها الحقيقة الكونية الأولى، وستدرك أن الثانية تطوراً لها. في نهاية اليوم تجمّع البؤساء الفخورين حول المخول بإخبارهم بنتيجة تارجتهم اليومي. استغرق الباص أكثر من ساعتين ليعود على طريق الدائري من تلك المنطقة الصناعية النائية، كانت السابعة مساءً عندما عاد بنا إلى مطرح ما التقطنا. لم أعد للبيت سريعاً، مشيت لمدة ساعة بلا هدف أو دماغ، وعندما أفقت -نوعاً- وجدت أنني في منطقة غريبة، وأنني يجب أن أعود مشياً مرةً أخرى لأستطيع الركوب.
ومن بين دموعي الصامتة وملامحي الجامده أخبرت والدتي المستجوبة أنه: لم أظن أنه ستكون لعودتي فائده.
أكرر اعتذاراتي لك. أنا لست ممن يعدون بشيء لايستطيعون الوفاء به، رغم أنني لم أستطع الإيفاء بأغلب ماوعدت به نفسي والناس. أعرف أنك تنتظر قصة تحولي إلى "متلقي من الخلف" منذ قرأت العنوان، وأدرك أنك مادمت وصلت إلى هذا السطر فأنك تحملت ثرثرتي كثيراً. كنا نتحدث عن المتلقون من الخلف...
المتلقون من الخلف، الشواذ جنسياً، مثليوا الجنس، اللوطيون، جايز، فاجز، مِن هو تيك إت إن ذا آس، الملعوب في أساساتهم غصباً وطوعاً، البسكلتة، العجله، وأي شيء يتفق.....
في الأفلام الأميريكية يقولون: آي فكد إن ذا آس، أو: دونت فك ويذ مي، لكننا لانترجمها كذلك حقاً، بل نقول: لقد تم العبث بي، أو: لاتعبث معي، ولانشعر بتأنيب ضمير ونحن نخون الترجمة الحرفية؛ لأنها ليست حرفية حقاً. أنت حتماً لاتعتقد أن الرجل الأميريكي يخبر صديقه أن: لا تنكح معي، أو: لقد نُكحت في مؤخرتي، صحيح؟ بل يخبره أن بعض الأوغاد عملوا معه الدنيئة، لعبوا لعب وسخ، خدوه وراء مصنع الكراسي الشهير.....
ماذا؟ لم يكن هذا ماتوقعته؟ لم يرقى لطموحات ماكنت تنتظره؟ وماذا كنت تنتظر؟ كنت تترقب اعترافي بـ:
"أنا مصطفى اليماني، وانا صغير الأسطى بتاعي كان بياخدني في حته اسمها المواسير، وكان بيغتصبني جامد وانا اقول له بلاش، حرام، بس انا كيماني اتبسطت!."
أو أن بابي كان بيسبني للخدامين يلعبوا معايا كمثال آخر، هذا ما كنت تنتظره صحيح؟
أيها الداعر اللعين!
يتطرق المذيعون يومياً لأشياء مثل هذه، بينما تجلس أنت مستمتعاً باعترافات الشاب الذي يفك سوستته وصديقه الذي يخلع بوكسره، تتحسس عضوك الذكري، تشعر بفحولتك وتلعن الرجال شكلاً لا مضموناً، بينما يراقب صاحب القناة شاشة الإحصائيات حيث يظهر عليها الملايين من أمثالك من محبي "الحرفية" لا "المجاز"، بينما تتضح لي الحقيقة الكونية الثالثة والتي تنص على أنه: تستطيع أن تجذب انتباه العالم، تستطيع نيل ذلك حقاً، لايلزم أن تكون عالم ما أو فنان بـ1% ثقافة و 2% موهبه و 3% علاقات حسنه، تستطيع أن تكون "الواحد" وتحقق الشهرة وتكسب المال، كل مايجب عليك فعله هو أن تكون -فقط- متلقي من الخلف.
آسف لأنني خذلتك، آسف حقاً لا سخريةً واستهزاء.
أعدك أن أراسلك عندما أتمتع بحرفية الأمر لا مجازه.
كان قراراً صعباً أن أعلن أنني أحد "المتلقون من الخلف". أرجو أن يتقبل أصدقائي والناس الأمر بصدرٍ رحب!
والرابعة كيف اليماني حاكوه (من المحاكاة):
بطل أفلام الرعب الشاطر أوي هو الذي يشك في الأمر من المرة الأولى، الشاطر هو الذي يشك من الثانية، لكن تلك الـHR عندما اتصلت بي للمرة الثانية لتخبرني أن إنترفيو الداتا إنتري الخاص بي غداً.. كانت تحدثني وكأنها لم تكلمني مره من قبل، وكأنني لم أخبرها أنني لست مهتماً بالأمر، لكنني في اليوم التالي طبعت السي في وذهبت إلى العنوان وخضت مع عدد من الشباب اختبار السرعة في الكتابة. فرحت حقاً لأنني كنت سريعاً كعهدي بالكتابة على الكيبورد، بعد ذلك ساقونا إلى غرفة اجتماعات صغيرة حيث جلست وعدد من الشباب والفتيات متفاوتي الأعمار "أنا خريج 2011 ولسه بدور، انت خريج كام؟" ووقف أمامنا الرجل الكبير ومساعده، ولكن -والحق يقال- كان الرجل صادقاً: المشروع ده تبع وزارة (كذا)، اللي عايزه تحوّل عقود (كذلك) إلى عقود بالكمبيوتر، مثل شهادات الميلاد يعني، المرتب 1000 جنيه لكن لن تقبضوه كاملاً لو لم تحققوا التارجت، ولو لم تحققوا التارجت بعد شهرين هنقول لكم "مع السلامة"، المشروع مدته سنه وبعدها هنقول لكم "الوداع"..... (صوت صرصور الحقل)، ثم تعبير البلاهة على وجهي وأنا أنظر حولي ولم أجد في الغرفة سواي: هاه، وانت يا (درش)؟ أنا رأيي تيجي بكره تجرب، مش هتخسر حاجة. استيقظت في الخامسة صباحاً، نزلت في الخامسة والنصف، وصلت إلى المكان الذي سينطلق منه الباص في السابعة إلا الربع، وصل الباص ونص، وبينما كنت هناك، جالساً، أحرك يدي على الكيبورد مثل المجنون، فكرت في التقاط نظره بانورامية أخرى، فأدرت رأسي من حولي... كل هؤلاء لايرفعون عيونهم عن الشاشات، ولا أصابعهم عن اللوحات، يمسكون على مثاناتهم ومعداتهم طوال الساعات الثماني، نظرت إلى الشاشة فوجدت عقد قديم للغاية من سنة 80 يبدو أن كاتبه كان صيدلي أو كاتب بالشفره في الأصل... نعم، هاهي الحقيقة الكونيه الثانية تتضح، مشكلة الحقائق أنها لن تأتي سوى بالتجارب ومشكلة التجارب أنها قاسيه دائماً، تترك علامات على جسدك وروحك حتى تستطيع النظر إليها لاحقاً قائلاً في نفسك: نعم، هذا قد حدث لي، هذا ماخضته وتعلمت منه. الحقيقة الثانية هي: أنه سيدخل لامحاله، وستدعوه أنت بنفسك ليعبث قليلاً، وستذكر وقتها الحقيقة الكونية الأولى، وستدرك أن الثانية تطوراً لها. في نهاية اليوم تجمّع البؤساء الفخورين حول المخول بإخبارهم بنتيجة تارجتهم اليومي. استغرق الباص أكثر من ساعتين ليعود على طريق الدائري من تلك المنطقة الصناعية النائية، كانت السابعة مساءً عندما عاد بنا إلى مطرح ما التقطنا. لم أعد للبيت سريعاً، مشيت لمدة ساعة بلا هدف أو دماغ، وعندما أفقت -نوعاً- وجدت أنني في منطقة غريبة، وأنني يجب أن أعود مشياً مرةً أخرى لأستطيع الركوب.
ومن بين دموعي الصامتة وملامحي الجامده أخبرت والدتي المستجوبة أنه: لم أظن أنه ستكون لعودتي فائده.
أكرر اعتذاراتي لك. أنا لست ممن يعدون بشيء لايستطيعون الوفاء به، رغم أنني لم أستطع الإيفاء بأغلب ماوعدت به نفسي والناس. أعرف أنك تنتظر قصة تحولي إلى "متلقي من الخلف" منذ قرأت العنوان، وأدرك أنك مادمت وصلت إلى هذا السطر فأنك تحملت ثرثرتي كثيراً. كنا نتحدث عن المتلقون من الخلف...
المتلقون من الخلف، الشواذ جنسياً، مثليوا الجنس، اللوطيون، جايز، فاجز، مِن هو تيك إت إن ذا آس، الملعوب في أساساتهم غصباً وطوعاً، البسكلتة، العجله، وأي شيء يتفق.....
في الأفلام الأميريكية يقولون: آي فكد إن ذا آس، أو: دونت فك ويذ مي، لكننا لانترجمها كذلك حقاً، بل نقول: لقد تم العبث بي، أو: لاتعبث معي، ولانشعر بتأنيب ضمير ونحن نخون الترجمة الحرفية؛ لأنها ليست حرفية حقاً. أنت حتماً لاتعتقد أن الرجل الأميريكي يخبر صديقه أن: لا تنكح معي، أو: لقد نُكحت في مؤخرتي، صحيح؟ بل يخبره أن بعض الأوغاد عملوا معه الدنيئة، لعبوا لعب وسخ، خدوه وراء مصنع الكراسي الشهير.....
ماذا؟ لم يكن هذا ماتوقعته؟ لم يرقى لطموحات ماكنت تنتظره؟ وماذا كنت تنتظر؟ كنت تترقب اعترافي بـ:
"أنا مصطفى اليماني، وانا صغير الأسطى بتاعي كان بياخدني في حته اسمها المواسير، وكان بيغتصبني جامد وانا اقول له بلاش، حرام، بس انا كيماني اتبسطت!."
أو أن بابي كان بيسبني للخدامين يلعبوا معايا كمثال آخر، هذا ما كنت تنتظره صحيح؟
أيها الداعر اللعين!
يتطرق المذيعون يومياً لأشياء مثل هذه، بينما تجلس أنت مستمتعاً باعترافات الشاب الذي يفك سوستته وصديقه الذي يخلع بوكسره، تتحسس عضوك الذكري، تشعر بفحولتك وتلعن الرجال شكلاً لا مضموناً، بينما يراقب صاحب القناة شاشة الإحصائيات حيث يظهر عليها الملايين من أمثالك من محبي "الحرفية" لا "المجاز"، بينما تتضح لي الحقيقة الكونية الثالثة والتي تنص على أنه: تستطيع أن تجذب انتباه العالم، تستطيع نيل ذلك حقاً، لايلزم أن تكون عالم ما أو فنان بـ1% ثقافة و 2% موهبه و 3% علاقات حسنه، تستطيع أن تكون "الواحد" وتحقق الشهرة وتكسب المال، كل مايجب عليك فعله هو أن تكون -فقط- متلقي من الخلف.
آسف لأنني خذلتك، آسف حقاً لا سخريةً واستهزاء.
أعدك أن أراسلك عندما أتمتع بحرفية الأمر لا مجازه.
كان قراراً صعباً أن أعلن أنني أحد "المتلقون من الخلف". أرجو أن يتقبل أصدقائي والناس الأمر بصدرٍ رحب!
14 ديسمبر، 2014
*تنويه: لا الغرض اني عايز اشتكي أو بضطهد حد، ماشي؟! :)
التعليقات : 1
مرحبا جميعا،
اسمي السيد أبي توماس. اعيش في البحرين وانا رجل سعيد اليوم؟ وقلت لنفسي إن أي مقرض ينقذني وعائلتي من وضعنا السيئ ، سأحيل أي شخص يبحث عن قرض له ، لقد أسعدني ولعائلتي ، كنت بحاجة إلى قرض بقيمة 300.000 دولار. لأبدأ حياتي كلها لأنني أب أعزب ولدي طفلين ، قابلت هذا المقرض الصادق والخوف من الله الذي ساعدني في الحصول على قرض بقيمة 300000.00 دولار ، فهو رجل يخشى الله ، إذا كنت بحاجة إلى قرض وأنت سوف يسدد القرض ، يرجى الاتصال به وأخبره أن (السيد ، أبي توماس) يحيلك إليه. تواصل مع السيد محمد كرين عبر البريد الإلكتروني: (arabloanfirmserves@gmail.com)
استمارة معلومات طلب القرض
الاسم الأول......
الاسم الوسطى.....
2) الجنس: .........
3) مبلغ القرض المطلوب: .........
4) مدة القرض: .........
5) الدولة: .........
6) عنوان المنزل: .........
7) رقم الجوال: .........
8) عنوان البريد الإلكتروني ..........
9) الدخل الشهري: .....................
10) المهنة: ...........................
11) ما هو الموقع الذي اتصلت به هنا عنا .....................
شكرا مع اطيب التحيات.
Email arabloanfirmserves@gmail.com
إرسال تعليق
أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.