| 0 comments ]

(*) تعريف الـfound footage: هي تلك اللقطات الإفتراضية التي يقوم بتصويرها بعض الأشخاص، لرصد وتسجيل بعض الحالات الغريبة والخوارقية التي تواجههم، يتم تسجيل اللقطات سواء عن طريق كاميرا يحملها أحدهم، أو عدة كاميرات منزلية، وتعد سلسلة paranormal activity هي الأكثر شعبية ضمن هذا النوع، وقبلها كان فيلم blair witch project.


احتلت أفلام الـfound footage مكانها ضمن أنجح أنواع الأفلام في العقد الأخير؛ نظرًا لكونها تقدم طريقة رخيصة لصناعة الأفلام، وقد أثبتت بالفعل نجاحًا لائقًا مع الجماهير. تبنت تلك النوعية اتجاه الرعب بالطبع (بجانب الأكشن والخيال العلمي إلى حدٍ ما)، لكن بوجه عام، يبدو أن تقنية الـfound footage وسيلة تحايل، انتهى بها الأمر لتصبح قيدًا للأفلام بدلاً من تحريرها. إنها نوعية يتم تعريفها على مايبدو بواسطة التطرق لعيوبها، وبينما كانت هناك بعض النجاحات بالفعل (blair witch project، فيلم REC، والجزء الأول من paranormal activity)، إلا أنه غالبًا ماينتهي بها الأمر مع قواعد متزمتة وخانقة، مما يفسد أي مفاجأة في الأفلام التي تُستخدم فيها.

قبل متابعة حديثي، أريد أن أثبت حسن النية في البداية: أبلت أفلام الـfound footage حسنًا جدًا، أقول هذا بصدق، لكنها يمكن أن تصبح مثيرة بشكل لايصدق، ومخيفة للغاية. فيلم The Blair Witch Project من أكثر أفلام الرعب المفضلة لدي على الإطلاق، والدقائق العشرة الأخيرة من فيلم  [rec] كانت تحتوي على إثارة بنفس قوة الأفلام الأحرى، ذات التقنيات السينمائية العادية. إذن، فالغرض من هذه القائمة ليس تشوية سمعة كل أفلام الـfound footage، بل على العكس؛ إنها فقط للإشارة لمناطق الضعف التي تحتويها النوعية على الأغلب.

وهاهي الأسباب العشرة (بلا أي ترتيب معين) والتي نحاول من خلالها توضيح "لماذا تعتبر نوعية الـfound footage سيئة.

ملاحظة: ربما يحتوي المقال على حرق لأحداث بعض الأفلام.

1. إنها تؤذي الأفلام أكثر مما تفيدها.


ربما أسوأ مايمكن قوله عن العديد من أفلام الـfound footage، أنها كان يمكن أن تصبح أفلام أفضل دون تقنية الـfound footage نفسها. تلك التقنية تضع العديد من الحدود، وفي حالات كثيرة، تضعف الأفلام التي كان بإمكانها أن تصبح أفضل بكثير مع السرد المباشر.
.
مثلاً، The Last Exorcism، الفيلم الذي بدأ بوعد عظيم. الفيلم يحكي قصة طاقم أفلام وثائقية تم تعيينه بواسطة قس أعلن استعداده لفضح ممارساته الخادعة لطرد شياطين وهمية. بالطبع ينتهي الأمر بالقضية التي يوثقونها لأن تصبح واقعية قليلاً بعكس ماتوقعوا. هذه عناصر جيده بالنسبة لفيلم وثائقي، لكن كلما تقدم الفيلم أكثر، وكلما اشتدت ذروة الفكرة والحالات، تبدو زاوية تصوير الـfound footage وكأنها إلهاء، كما لو أن الكتابة أخذت اتجاه (الحفاظ على الواقعية)، بدلاً من التصوير بالطريقة الطبيعية. يتضح هذا بشكل كبير في نهاية الفيلم المتعجلة، المبتورة.
.
بعض أفلام الـfound footage يفضل أن تستخدم تلك التقنية إلى حد معين فقط. فيلم District 9 على سبيل المثال. جزء كبير من افتتاحية الفيلم يتألف من مقابلات وهمية ولقطات الأمن، لكن كلما تضخمت العقدة، يتحول الفيلم من لقطات الـfound footage الدقيقة، إلى مزيج من الكاميرا السينمائية المحمولة مع مقاطع مختارة من الـfound footage. كان الإنتقال سلسًا نسبيًا، وكان الفيلم ناجحًا في معظمه. أفلام مثل The Last Exorcism يجب أن تعي أنه ليس لمجرد أنها تستخدم تقنية الـfound footage، لاتستطع أن تستخدم تقنيات صناعة الأفلام العادية. عقلية "الكل أو لا شيء" تؤذي أكثر مما تساعد.

2. خيارات تحرير سيئة.


إحدى الأشياء التي أفضلها في أفلام الـfound footage، أنها في بعض الأحيان، توفر الفرصة لتصوير مشاهد طويلة ومستمرة الحركة. تلك النوعية من المشاهد يمكن أن تخلق أجواء تشويق رائعة وتظهر تطبيقات رائعة للمؤثرات الخاصة.

غير أن أحد الأشياء التي أكرهها؛ عندما تُبتر تلك المشاهد بواسطة أخطاء الكاميرا، والقطع غير المبرر والذي لا داعي له للقطات. أدرك أن هذا يتم عن طريق لصق لقطات مختلفة ببعضها، لكنه أيضًا يبتر الإندماج في أجواء العمل بطريقة منفرة. اللقطات الطويلة واحدة من أفضل الأشياء التي تنفذها تقنية الـfound footage، فلماذا يتم تخريب إيقاعها عن طريق القطع؟

فلنأخذ على سبيل المثال، آخر فيلم قصير ضمن سلسلة أفلام V/H/S. يجد الأبطال الرئيسيين أنفسهم محاصرين داخل بيت مسكون، يبحثون عن مخرج. وعندما يعبرون القاعات، تمتد إليهم أذرع لتمسك بهم، ويتحرك الأثاث ويتطاير حولهم، وتتلاشى الأبواب والنوافذ. مشهد عظيم إلى أن يتم تقسيمه عن طريق عملية قطع وتحرير لا داعي لها، تقفز به للأمام. في كل مرة يحدث بها القطع، يتراجع اندماجنا بالعمل خطوة للوراء، بدلاً من أن يصبح أعمق.

3. الشخصيات الرئيسية غالبًا ماتموت.


يجب أن يتم العثور على اللقطات بطريقةٍ ما، صحيح؟

يعني هذا عادةً، أنه أيًا كان من نتبعه طيلة الفيلم، سيموت عند النهاية. لاتقتصر هذه المشكلة على أفلام الـfound footage، لكنها تبدو وكأنها أكثر انتشارًا هنا دونًا عن سائر أفلام الرعب. الأدهى من ذلك، أن الجمهور يخمن الأمر قبل بدء الفيلم في بعض الأحيان.

لاتتعلق المشكلة بقتل شخصياتك الرئيسية، فهذا يحدث في أفلام الرعب الأمريكية على مر السنين، لا أحد يخرج سالمًا بعد الآن. المشكلة مع أفلام الـfound footage أننا نعرف أن الشخصيات الرئيسية ستموت قبل بدء الفيلم، بدلاً من خلق جو تشويقي حتى نهاية الفيلم، ولانكتفي بالتفكير فيما سيحدث، بل نفكر أيضًا: كيف يمكن أن تنجو الشخصيات. نحن نُترك مع مايشبه "عدًا تنازليًا" يفنى مع نهايته الجميع. رغم ذلك، لايزال هناك مجالاً لبعض المفاجآت المخيفة، لكن يفتقد الأمر لفرصة عظيمة؛ لجعلنا نتساءل متشوقين عما إذا كان سينجو الأبطال بأنفسهم أو يلقوا نحبهم.


4. شخصيات حمقاء تتصرف بحماقة.


أفلام الرعب مليئة بالفعل بالشخصيات الحمقاء. إنهم يقررون التخلي عن حذرهم في الأوقات الخاطئة، دائمًا ما يقررون التفرق، ويبدو أنهم لايستطيعوا مقاومة التحقق من الحالات التي تسطع فيها حقيقة أنها ستؤدي بهم لموت مؤلم. فكيف تزيدهم حماقة؟ ضع كاميرا بين أيديهم.

إنه شيء غير عملي تمامًا. لو كنت في وضع بين الحياة والموت، هل ستعمل على تصوير كل لحظة؟ حتى على حساب حرية يداك؟ فلننظر على سبيل المثال إلى (هود)، حامل الكاميرا في فيلم Cloverfield، يحمل الكاميرا معه بينما يزحف من ناطحة سحاب مائلة إلى أخرى. أهذا مثير؟ نعم، ربما. هل يحمل الأمر أي منطق، حتى في سياق الفيلم؟ بالطبع لا. هناك عدد لايحصى من الأمثلة الأخرى لشخصيات حمقاء تهدف لشيء وحيد، وهو منح الجمهور تشويق رخيص. مثل أغلب النقاط في هذه القائمة، تعمل تلك الهفوات في منطق الشخصية ضد الشعور بالواقعية التي تعمل أفلام الـfound footage جاهدًا على خلقه.


5. قابلية محدودة للتنويع بين القصص المقدمة.


فلنواجه الأمر، هناك عدد محدود من القصص التي يمكن روايتها عن طريق الـfound footage. البيوت المسكونة (Paranormal Activity)، تحقيقات الخوارق (Blair Witch)، والأحداث الكارثية التي تحدث خلال فترات قصيرة من الوقت (Cloverfield). القصص محدودة لأن الفيلم لن يحدث إلا في حال كنت قادرًا على شرح لماذا يرغب أحدهم في تصوير الأحداث الغريبة.

وبعد فترة، يبدو الأمر وكأننا شاهدنا كل تلك القصص من قبل. ربما لا ينطبق الأمر على الأفلام المخيفة منها، لكن الأحداث والحركات في تلك الأفلام تكون مألوفة للغاية. من الصعب وضع مؤامرة كبيرة ومعقدة، أو إدخال عدد كبير من الشخصيات ضمن قيود الـfound footage. لن يصنع أحد فيلم found footage متكامل في القريب. ببساطة هناك العديد مما يمكن تنفيذه، وفي الوقت نفسه نظل متأكدين أن "منظور الشخص الواحد" سيبدو منطقيًا.

ضمن كل المشاكل في هذه القائمة، تلك المشكلة تبدو الأقرب ليتم حلها. الأمر يتطلب كتابة وإخراج مبتكرين فحسب لنحصل على نتيجة جيدة. فيلم Chronicle يعد مثالاً جيدًا على أن الـfound footage يمكن أن يتمد لأبعاد أسطورية أحيانًا. الأمر لاينجح دائمًا لكن هاهو المثال. المسألة تحتاج إلى بعضًا من الشجاعة والإبداع فحسب ليتحقق الأمر.

6. لا مجال للموسيقى.


لأن تقنية الـfound footage توثق الحياة الواقعية في أفلامها، فإن فرصة وضع موسيقى أو مؤثرات صوتية في الفيلم تعد معدومة. قد تبدو هذه المشكلة طفيفة، لكن الموسيقى لاتقدر بثمن للمزاج العام لفيلم الرعب الجيد. إنها تساعد على بناء وتضخم المشاهد، ويمكنها التلاعب بمشاعر الجماهير لخلق الخوف أو الإرتياح، ويمكنها -أحيانًا- خلق اللحظات الكلاسيكية الخالدة.

إنني أفهم تمامًا كيف أن عدم وجود موسيقى يساعد على إضفاء التشويق، لكنها تظل فعالة فقط في المواضع التي لاتستلزم وجود موسيقى. تلك المشكلة تواجه معظم أفلام الـfound footage. لو كان كل مشهد يظهر بخلفية صمت غريب، فسيمنح التوقف الصامت شعورًا بالغرابة. أفلام قليلة تكون مصحوبة بالموسيقى في كل الأحوال، مثل فيلم The Last Exorcism تحديدًا، لكن عندما يتم إضافتها دون تفسير، فسيبدو الأمر وكأنها دخيله وغير منطقية، وتعمل ضد "الواقع" الذي يدور حوله كل شيء.

7. التمثيل.


تستخدم أفلام الـfound footage ممثلين مجهولين، لتضفي الإحساس بالواقعية التي تعمل بجهد على خلقها. سيكون من الصعب أن نقبل Paranormal Activity على أنه فيلم منزلي حقيقي لو رأينا نيكولاس كيج أو إيثان هوك يتحركان داخل الكادر. استخدام ممثلين هواة أمر ضروري لتصديق الخيال.

المؤسف أن هؤلاء الممثلين لايقدمون الكثير، و السبب في كونهم مجهولين، هو أنهم يفتقرون للموهبة اللازمة لخوض المشاهد الكبيرة لو تطلب الأمر. ربما يمكنهم إطلاق بعض الصرخات المقنعة، لكن التشتت والإدعاء تكون سمتهم عندما يتطلب الأمر مشاعر حقيقية. لاتشتهر نوعية أفلام الرعب بالآدء العظيم عمومًا، لكن الوضع يكون مخيبًا للأمل عندما يكسر الممثلين الواقعية، التي تعمل جاهدًا على خلقها.

8. العمل السيء للكاميرا.


تعد هذه المشكلة الأكثر انتشارًا. الأفلام، وتحديدًا أفلام الرعب التي تستخدم تقنية الـfound footage، لتحقق نوعًا من الواقعية المتطرفة في قصصها. بينما يمكن لتلك الطريقة أن تكون فعالة في بعض الأحيان، فإنها أيضًا، تقيد الجزء الأكبر من الفيلم بواسطة عمل الكاميرا الذي يتأرجح من المستوى المتوسط إلى الضعيف طيلة الوقت.

المشكلة أن الحركة المضطربة للكاميرا المحمولة، يمكن أن تصنع مشاهد أكشن أو رعب تبدو محمومة، نابضة بالحياة؛ إلا أنها لبقية الفيلم، تبدو عديمة الفائدة، وتمثل تشتيتًا أغلب الوقت. أسوأ مافي الأمر، أن هناك فرق مابين عمل الكاميرا المحمولة الجيد، وعمل الكاميرا المحمولة السيء، عادة ماتستخدم أفلام الـfound footage النوع الأخير؛ لذلك، وحتى لو كان ينبغي لحركة الكاميرا المضطربة أن تكثف من حِدَّة المشهد، فسيكون من الصعب أن نرى أي شيء، وبالتالي، سيكون من الصعب الخروج بأي متعة من الفيلم.


9. شخصيات ُأحادية البُعد.


عادًة ماتجري أحداث أفلام الـfound footage في أماكن صغيرة ومحدودة المساحة، ولاتستمر سوى لوقت قصير فحسب؛ لذلك غالبًا ماتكون شخصيات تلك الأفلام واهية ورقيقة. إنها موجودة فقط لتدفع بالأحداث إلى الأمام، وأي خلفية نملكها عنهم وعلاقاتهم مع بعضهم البعض، عادًة ماتكون ضعيفة وقاصرة.

فلنفكر في كاتي وميكا في Paranormal Activity (أو أيًا من الشخصيات في الأجزاء التالية). نحن نعلم عنهم مايكفي للحفاظ على استمرار الأحداث فحسب، لكن لاشيء حقيقي يجعلنا نرتبط بهم، أو نهتم لأجلهم. الشخصيات في فيلم Blair Witch Project تتبع نفس الطريقة (حتى اعتراف دوناهيو الأخير). نفس الأمر مع الجميع في فيلم Cloverfield، والقائمة تطول. نحن لانولّي أيًا منهم اهتمام خاص، وفي حين أننا لانزال نخاف مفاجآتها الخاطفة، تظل حقيقة أن الشخصيات في تلك الأفلام لاتصلح سوى للإستعمال مرة واحدة، مما يحرم العديد من هذه الأفلام فرصة ترك بصمة حقيقية دائمة. هناك استثناءات قليلة بالطبع (يتبادر إلى الأذهان كوتن ماركوس من The Last Exorcism)،  لكن على العموم، تظل شخصيات أفلام الـfound footage بالسطحية التي تمنع التعلق بهم.


10. شخصيات رئيسية خفية.


واحدة من أسوأ جوانب أفلام الـfound footage؛ أن الشخصيات الرئيسية تظل غير مرئية لأغلب وقت الفيلم. شخص ما يجب عليه أن يحمل الكاميرا ويعمل على تشغيلها، وإذا تحركت الكاميرا كما يحدث عادًة خلال مشاهد الأكشن أو الرعب، فإن هذا يعني غياب الشخصية الرئيسية عن الشاشة أثناء تلك الأحداث. تلك المشكلة تجعل من التواصل مع راوي الفيلم أو الشخصيات الرئيسية أمر عثير؛ لأنه في حين أننا نرى مايرون بالضبط، لانستطيع أن نرى كيف تؤثر عليهم الأحداث. بدلاً من ذلك، علينا أن نحقق الأمر من خلال الإصغاء لصوتهم خلف الكاميرا، مما يؤدي جزء من الغرض، لكن لايؤدي الغرض كله.

بالطبع هناك عدد قليل من الإستثناءات أو الطرق الإبداعية التي استخدمتها بعض الأفلام لتلاشي المشكلة. يتبادر إلى الأذهان الإعتراف الأخير لـ هيذر دوناهيو في فيلم The Blair Witch Project، حيث حقق ذلك المشهد إمكانية تواصل الجمهور مع الشخصية، بجانب عدد من الأفلام التي احتوت على لحظات نجاح مماثلة. لكن عدم وجود اتصال مرئي مع البطل، تظل شيمة الجزء الأكبر، وإحدى نقاط ضعفه.

يجب علينا أن ننظر للماضي، حيث أفلام الرعب الكلاسيكية في السبعينات والثمانينات، لنرى أن الخوف الذي يرتسم على وجه البطل يصنع رابط حقيقي بين الجمهور وتلك الشخصية، يسحبنا عميقًا لنندمج بالفيلم ومشاعره. نحن كجمهور، نتعاطف مع الشخصية التي يمكننا رؤيتها ونرتبط بها في كل الأحوال. معظم أفلام الـfound footage تسلب منا ذلك الإرتباط.  ولاتزال المشاكل مستمرة...


ترجمة: مصطفى اليماني


التعليقات : 0

إرسال تعليق


أترك تعليق أو اضغط (Like) إذا أعجبك ما قرأته، وإذا لم ينل إعجابك، أخبرني: لماذا؟..
يمكنك الإشتراك عن طريق البريد الإلكتروني -أسفل صندوق التعليقات- لمتابعة الردود، وأرجو عدم وضع أي روابط دعائية في التعليقات.